السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وسدد خطاكم.
السؤال الأول:
هل هناك طريقة لقراءة وفهم الكتاب في خمس دقائق، أو في سرعة معينة، أو ما شابه ذلك؟ إن كان ذلك فعلا موجود فأنا بحاجة إلى إرشادكم في هذا الأمر.
السؤال الثاني:
كيف يمكنني التكلم بما قل ودل، وأتحدث بجوامع الكلم، أي بدون إطالة وملل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، ونشكر لك حرصك واهتمامك بالقراءة كوسيلة لتحصيل العلم، وتنمية الثقافة، وتحسين السلوك, فلا يخفاك اهتمام الإسلام بالقراءة, وحسبنا أن أول ما نزل من القرآن الخمس الآيات الأولى من سورة العلق، وفيها الأمر بالقراءة، وذكر العلم والقلم, كما أقسم الله تعالى في سورة الفلق بالحرف (ن)، والقلم وما يسطرون.
كما أن سؤالك عن فن القراءة السريعة والمثمرة لتحصيل أكبر قدر من العلم في أقصر وقت، مما يساعد على التنوع في الاطلاع، وتحقيق إنجاز أكبر، وتركيز أكثر، ومحبة القراءة والإكثار منها, وهذا دليل على حسن وعيك وثقافتك, فأسأل الله لك الثبات والتوفيق في مسعاك ومبتغاك، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين، آمـين.
أما بخصوص طرق القراءة السريعة، أو التصفح والاستعراض السريع، فيمكن الرجوع إلى البرامج المتخصصة المتاحة لتدريب الإنسان عليها، أو المشاركة في دورات متخصصة بذلك، فهو يحتاج إلى ممارسة وتعود ومجاهدة النفس عليها، والثقة بقدرتك عليها، فينصح بالبدء بالكتب السهلة ثم ما فوقها قليلا، وهكذا, كما ينصح بعدم التلفظ بالكلمات، والاكتفاء بالنظر بالعينين والمخ فقط، أو استخدام الإصبع أو القلم مثلا على النص والسطور، دون ظهور الصوت، أو تحريك الشفاه, وتحريك الرأس من أول السطر إلى آخرة أثناء القراءة بحركات يسيرة، ومحاولة تخيل معنى الكلمات وشكلها, وتوسيع مدار العينين، بجعل حركتهما سريعة بين الكلمات, والانتقال من سطر إلى سطر ومن صفحة لأخرى بسرعة, وعدم قراءة الهوامش والحواشي حال التدرب أول الأمر, وعدم الرجوع لما سبق حتى مع عدم الفهم أو ضعف الفهم, وتجاهل المواضيع المعروفة سلفا أو الفقرات الأقل أهمية أو اتصالا بالموضوع، والاكتفاء بالفهم العام للنص.
ومما يسهم في الفهم ألقاء لمحة سريعة على كل صفحة بعد التصفح السريع عليها، واختبار النفس من حين لآخر عما أدركته من المفهوم العام للمقال أو الكتاب، وعن الفكرة الأساسية منه، وأهداف الكاتب، والتعرف على المحتويات بنظرة شاملة، والمرور على العناوين الرئيسية والفرعية في كل صفحة، ووضع خط تحتها أو تضليلها لتمييزها، وعدم تشتت الانتباه، أو شغل الذهن لأمور أخرى.
وينبغي التنبه أن مهارات القراءة، وسرعتها، وحسن الفهم، سيتحسن بعامل الزمن والممارسة, وأن وجود الاختلالات إنما هي مؤقتة، فلا ينبغي أن تحبط من عزيمة صاحبها.
أسأل الله لك التوفيق والسداد في تحقيق أهدافك النبيلة، وآمالك الطيبة، وأن يزيدنا وإياك من العلم النافع، والعمل الصالح، ويرزقنا الحياة السعيدة والآمنة والكريمة.