السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، لدي مشكلة غريبة نوعا ما، ولم أجد من يساعدني فيها، ففي النهار أكون كسولا، وسيء المزاج، بدون طاقة، ضعيف التركيز، ذاكرتي تكون ثقيلة، ليس لدي الرغبة في القيام بأي شيء، أتثاءب كتيرا، وأشعر بالرغبة في النوم دائما، لكنني لا أنام.
أعلم أنه ليس من الجيد النوم نهارا، فأظل مستيقظا، مع الشعور بالأعراض سالفة الذكر، وعند اقتراب غروب الشمس تخف كل هذه الأمور شيئا ما، حينها أكون أحسن مما كنت عليه نهارا، وخصوصا في الصباح، مع العلم أنني أنام قبل منتصف الليل، وأستيقظ مبكرا.
من خلال بحثي في الإنترنت، وجدت الأمراض المتسببة في ذلك: فرط النوم، انقطاع التنفس أثناء النوم، نشاط الغدة الدرقية، مشكلة الدورة الدموية، الاكتئاب، فأجريت التحاليل اللازمة، وكانت النتائج جيدة، كذلك بالنسبة لفرط النوم، وانقطاع التنفس، قمت بتشخيصهما عن طريق تخطيط النوم، فهل أنا مريض بالاكتئاب؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بعض أعراض الاكتئاب الرئيسية، أو خصائص الاكتئاب أيا كان نوعه، هو أن هذه الأعراض الاكتئاب دائما تكون أكثر حدة في الصباح الباكر، وعندما نعني بالصباح الباكر أي منذ الفجر، أو حتى أحيانا قبل الفجر بقليل، حيث يستيقظ المرضى مبكرون ويكونون متضايقين بشدة ومكتئبون، وليس عندهم دافعية لعمل أي شيء، أو حتى النهوض من السرير، ويستمرون في هذه الحالة في الصباح الباكر حتى الضحى، وفي العصر أو الليل تخف هذه الأشياء بدرجة كبيرة، ويعود الشخص أحيانا إلى حالته الطبيعية.
وكثير من أهالي المرضى عندما يزورونني في عيادتي ليلا، يقولون يا ليتك رأيت المريض في الصباح، إذ كان بصورة مختلفة في الصباح، يكون قلقا ومتوترا ومتضايقا لا يتكلم كثيرا، ليست عنده شهية للطعام، ولكن الآن يا دكتور عندما حضرنا في المساء، الأشياء تغيرت، والصورة لم تعد كما كانت في الصباح، مما أدى إلى بعض الناس في السابق لمحاولة تفسير هذه الظاهرة، وقد ذكروا بأنه قد يكون باختلال مواد كيمائية معينة، أو هرمونات في الجسم ليلا، وعليها تم تصميم اختبار معين للاكتئاب من هذا النوع، وإن كان الآن بدرجة كبيرة خفت حدت هذا الشيء.
إذا الاكتئاب بصورة عامة يمكن أن يحدث هذا التغيير المرتبط بوقت اليوم، الشيء الآخر: هناك أيضا اضطرابات وجدانية فصلية، أي أنها تحدث في فصول الشتاء عادة، عندما لا يكون هناك ضوء للشمس، وتكون الغيوم لفترة طويلة جدا في السماء، بعض الناس يصابون بهذا الاضطراب الذي يسمى الاضطراب الوجداني الفصلي، وهنا أحيانا قد يكون العلاج بالتعرض إلى أشعة الشمس، أو الضوء هذا يعالج هذا النوع من الاضطرابات بغير الأدوية، إذا هناك عدت تفسيرات لهذه المشكلة -يا أخي الكريم- لا يمكنني الجزم بنوع المشكلة الآن، ولكن نسميه مرضا إذا أثر على حياتك العملية، أو حياتك العائلية، أو حياتك الاجتماعية بصورة عامة، وبدرجة كبيرة، وإذا أصبح يثير التوتر والقلق عندك، وأثر عليك فإذا هذا يسمى مرضا أو اضطرابا، وإذا وصلت لهذه الدرجة عليك مقابلة الطبيب النفسي، فهو الذي يستطيع من خلال المقابلة المباشرة أن يصل إلى التشخيص المناسب، ومن ثم إعطاء العلاج المناسب.
وفقك الله، وسدد خطاك.