أعاني من التأتأة والتلعثم.. وأرغب بدواء لا يؤثر على الرغبة الجنسية ولا يزيد الوزن

0 227

السؤال

السلام عليكم
أنا شاب أعاني من التأتأة والتلعثم منذ صغري، وعندما كنت في الصف السادس زاد ذلك الأمر، وأصبحت لا أستطيع القراءة أمام زملائي في الصف، ولصغر سني لم أكن أعلم بوجود أدوية لذلك، وصرت أفكر في المشكلة دائما، واستمرت معي في المرحلتين المتوسطة والثانوية.

أول سنة في الجامعة كنت أعاني من خوف وتوتر بسبب التلعثم، ولا أشعر بالراحة أبدا، حتى ظهرت على جسمي وملامح وجهي، وصرت نحيف الجسم، ويظهر الحزن على وجهي، حتى أصبحت أخشى أن أكون عاجزا عن النطق في المستقبل.

تطورت الحالة حتى صرت أخاف من الكلام مع أبي وإخوتي، وفي السنة الثانية في الجامعة قررت الذهاب للمستشفى، ذهبت لأقرب مستوصف فأعطاني تحويلة للعيادة النفسية، وبعد زيارة الدكتور أعطاني بروزاك حبتين في اليوم -والحمد لله- بعدها تغيرت حياتي بشكل كبير جدا، وتعافيت من كل شي تقريبا، وبعد مرور سنتين تركت الدواء.

قبل التخرج بأشهر من الجامعة كان عندي مادة تطبيقية، ومطلوبا مني الوقوف أمام الطلاب، وبالفعل وقفت أمام مجموعة كبيرة من الطلاب والمعلمين حوالي 200 أو أكثر، ولم أتلعثم أبدا، ولم أصدق أنني تكلمت بهذه الطلاقة، ولكن في اليوم الثاني تلعثمت -للأسف- وبعدها أصبت بإحباط كبير، وفي خلال يومين أو أقل رجع الاكتاب أقوى من السابق، حتى صرت أبكي بشكل كبير، حتى لاحظ أهلي ذلك.

بعدها ذهبت لمستشفى كبير ومتخصص في هذه الأمراض، وأعطاني الدكتور عقار لوسترال 50 نصف حبة، وبعد 4 أيام حبة، وبعد أربعة أيام أخرى حبة ونصف، استمريت على الدواء ما يقارب سنة، وتغير كل شيء للأحسن، وصرت جريئا جدا، وخف التلعثم، ولم أراجع الطبيب لبعد المستشفى، ثم أنقصت الجرعة من نفسي إلى حبة واحدة فقط، وبعد الزواج لاحظت أن الرغبة الجنسية تقل يوما بعد يوم، وأنقصت الجرعة إلى نصف حبة، واستمريت على ذلك.

أحيانا أكون عصبيا، متقلب المزاج، حتى تركت الدواء نهائيا قبل 4 أشهر، ولكن رجع لي الوسواس والتفكير الطويل، حيث أفكر في أي كلمة أريد قولها، وزادت التأتأة، وزاد التوتر، ولكن لا أشعر بالاكتئاب إلا في بعض الأيام من ساعة إلى أربع ساعات، وبعد ذلك يختفي الاكتئاب، ولكن يبقى الوسواس والتأتأة، حتى أصبحت أعجز عن نطق اسمي، فما هو الدواء المناسب للتخلص من ذلك كله؟

أتمنى إفادتي بدواء لا يؤثر على الرغبة الجنسية، ولا يسبب زيادة في الوزن، حيث أنني قرأت عن الفافرين والوسترال، والآن أستخدم فيتامين سوبريم من أجل عودة الرغبة الجنسية، وأشعر بالتحسن، وهل أستمر على الفيتامين مع أي دواء نفسي آخر؟

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالتأتأة -وهو أن يتكلم الشخص بصورة متقطعة- من الأشياء المنتشرة، وفعلا تبدأ في الصغر، ومعظمها يكون وراثيا، ولكن أحيانا تكون مكتسبة، وهي إما أن تكون مرضا عضويا أو مرضا عصبيا، أو مرضا له علاقة بالأعصاب، أو مرضا نفسيا، وحتى إن كانت مرضا له علاقة بالأعصاب فالعوامل النفسية تلعب دورا كبيرا، إذ أنها تزيد عندما يتوتر الشخص ويكون أمام الناس، وأيضا تؤدي إلى الرهاب الاجتماعي، لأن الإنسان يتجنب أن يتكلم أمام الناس لئلا تظهر التأتأة، إذا عادة التأتأة تظهر أمام الناس خاصة الغرباء.

لا أرى تفسيرا للاستفادة من البروزاك في الأول، وبعد لم يعد مفيدا، وعلى أي حال: التأتأة علاجها بالأدوية والعلاج النفسي، وأحيانا العلاج النفسي، وأحيانا العلاج مع المعالج بالكلام، أيضا يعطيك تطبيقات كلامية معينة للتخلص من التأتأة، مع العلاج الدوائي، مع العلاج النفسي.

اللسترال أو السيرترالين هو من فصيلة (SSRIS) مثل فصيلة البروزاك، ولكنه أفضل ضد القلق والرهاب، أفضل من البروزاك، وللأسف له آثار جانبية من الناحية الجنسية، وهذا ما حصل معك.

الفافرين هو أيضا من فصيلة (SSRIS) وقد يكون له آثار جنسية أيضا، اللسترال طبعا جربته وعمل لك آثار جنسية لم تستطع أن تتواصل في تناوله.

هناك أدوية آثارها الجنسية أقل، مثل الويلبيترين والزيبام، ولكن لا أدري مدى فعاليتها في موضوع التأتأة.

على أي حال: يمكنك أن تأخذ الفافرين بجرعات أقل، لأنك جربت اللسترال وأثر عليك جنسيا، فتناول الفافرين بجرعة أقل من خمسين مليجراما، جرب نصف حبة لفترة لمدة شهر ونصف، وإذا ساعد في ذهاب التأتأة وعدم وجود مشاكل جنسية، فيمكنك الاستمرار عليه، هذا مع محاولة إيجاد علاج نفسي أو التواصل مع معالج بالكلام أو معالج الكلام، هناك معالجون لمشاكل الكلام، وعادة يوجدون في عيادات الأنف والأذن والحنجرة، فيمكن التواصل معهم، وأيضا سوف يساعدونك.

الفيتامين -يا أخي الكريم - غير مفيد، لأن هنا المشاكل الجنسية ناتجة من الأدوية، وليس من نقص الفيتامينات في الجسم، إلا أنه لا ضرر منه، وأيضا لا فائدة منه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات