السؤال
السلام عليكم.
تزوجت بعد وفاة زوجي الأول وكان لدي منه ولد وبنت، وأنجبت من زوجي الجديد ولدا، مشكلتي هي أن زوجي لا ينفق علي ولا على ولدي، وذلك منذ زاوجي منه، أي منذ أربع سنوات، حتى في المرض لا يقف معنا.
ابني الصغير مصاب بالأنيما، وأنا أقوم بكل احتياجاته من تغذية وعلاج، ومنع عنا النفقة؛ لأنني موظفة، علما أن زوجي الأول ترك لي مسؤولية الأولاد، قمت -والحمد لله- بتعليمهم حتى وصلوا إلى الجامعة؛ لذلك أنا بحاجة لنفقة زوجي، وكلما تحدثت معه عن الإنفاق يهددني بالطلاق، دلوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك - أختي الفاضلة -، وجزاك خيرا على صبرك وحسن تربيتك ورعايتك لأولاد زوجك المتوفى -رحمه الله- وجزاك خيرا على عنايتك بتعليمهم حتى إنهاء دراستهم الجامعية، أسأل الله أن يجزل لك الثواب ويعظم لك الأجر، والله تعالى كما قال عن نفسه: (لا يضيع أجر المحسنين).
أما بالنسبة لتقصير زوجك الثاني في النفقة عليك، فهذا مما لا يجوز شرعا إذا كان مقتدرا، كما قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) وروى أبو داود وأحمد وصححه الألباني قال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) وفي رواية: (من يعول).
فنفقة الزوج على زوجته واجبة عند المقدرة شرعا ولو كانت الزوجة غنية، ويجوز لها عند عجزه عن النفقة أو تخليه قصدا عنها حق (النشوز) وذلك بمفارقته وطلب فسخ النكاح، هذا من حيث الأصل، ويعود إليها قرار طلب الفسخ أو البقاء تحت عصمة الزوج بعد نظرها فيما يترتب على قرارها من المصالح والمفاسد، فتقدم أعلى المصلحتين بتفويت أدناهما، وارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما، كما تقرر في القواعد الفقهية، وهي قواعد صالحة في تنزيلها على واقع الحياة، كونها مستقاة من أدلة الشرع والعقل والواقع والفطرة السليمة.
ويمكنك - أختي الفاضلة - الاستعانة بمن تأنسين وتطمئنين إلى أمانته والقدرة على التأثير عليه في نصحه، بما يجب عليه شرعا في النفقة على زوجته، ونحو ذلك من الأمور التي قد يكون مفرطا فيها.
ولا تنسي فضيلة الصبر على البلاء، والشكر على النعماء، والرضا بالقضاء، وأهمية تعميق الإيمان، واللجوء إلى الله بالاستخارة والدعاء.
أسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويكشف غمك، ويشرح صدرك، وييسر أمرك، ويلهمك الرشد والصواب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.