أعاني من الشك في كل فتاة بعد علاقتي بإحداهن، فما نصيحتكم؟

0 192

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 24 عاما، لدي مشكلة وهي الشك في كل شيء، أكثر شيء هو جنس حواء، حتى لدرجة الشك في أنه لا يوجد في هذا الزمان فتاة ليست خائنة، طول عمري تكلمت فقط مع بنت واحدة على مواقع التواصل الاجتماعية، وما زلت أتكلم معها، ولكن الشك قتلني إذا غابت دقيقة، أول ما يخطر في نفسي أنها تحكي مع شاب ثاني.

عندي وسواس شغال 24 ساعة لا يتوقف، ليس فقط هي، ولكن نظرتي لجمع البنات كذلك، وأنا مقبل على زواج، أريد نصحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مما ينبغي على المسلم أن يكون عادلا في أحكامه ونظرته لمن حوله من الناس مسلمهم وكافرهم، قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم علىٰ ألا تعدلوا ۚ اعدلوا هو أقرب للتقوىٰ ۖ واتقوا الله ۚ إن الله خبير بما تعملون)، والمعنى: (ولا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فذلك العدل أقرب لخشية الله).

نظرتك للنساء نظرة ظالمة وليست مبنية على أي دليل، فالخير لا يزال موجودا في هذه الأمة ذكورا وإناثا، ولا يزال الصلاح في هذه الأمة قائما، ففي الحديث: (الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة)، وفي آخر (أمتي كالمطر، لا يدرى أولها خير أو آخرها)، ولا يجوز أن يقال في النساء هذا الكلام الجائر، ففي الحديث: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم)، ومعنى (فهو أهلكهم) أي: هو أشدهم هلاكا، وقيل: (هو الذي اتهمهم بالهلاك، وهم ليسوا كذلك).

هذه وساوس شيطانية المقصود منها إفساد حياتك الأسرية بأن تبقى في شك وريبة من تصرفات زوجتك ولإيقاعك في إثم ظن السوء.

هذه الفتاة التي أنت تتكلم معها منذ مدة لا يلزم أنها تكلم من هب ودب، فهنالك احتمال كبير أنها مكتفية بالتحدث معك، ولعلها تطمع أن تكون زوجا لها، فلا ينبغي أن تتهمها بذلك، ولعلك أنت من كان السبب في اللعب بمشاعرها، ثم أعجبت هي بذلك واستمرت عليه.

تحدث النساء مع الرجال والرجال مع النساء في الأمور العاطفية والجنسية ناتج عن تأثر المسلمين بسلوكيات غير المسلمين، وعن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كان ينبغي أن تسخر لصلة الأرحام والتواصل مع الأصدقاء والدعوة إلى الله تعالى.

هذه السلوكيات تنتج عن ضعف في الإيمان، فالمؤمن قوي الإيمان يربأ بنفسه أن يقع في مثل هذه السلوكيات المنحرفة؛ لأن في قلبه مراقبة الله والخوف منه، ولذلك فإني أنصحك أن توثق صلتك بالله تعالى، وأن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال أداء الفرائض والإكثار من الأعمال الصالحة، وخاصة تلاوة القرآن الكريم والصوم، فذلك كفيل في إعانتك على ترك مثل هذه السلوكيات الخاطئة.

كن على يقين أنه مهما تخفيت عن أنظار الناس فإن الله معك في كل مكان، يرى أفعالك ويسمع أقوالك، وقد وكل بك ملكين يكتبان عنك كل فعل، كما قال سبحانه: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)، وقال: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، وقال: (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون).

أشغل أوقاتك بكل عمل مفيد كممارسة الرياضة، والقراءة، وحضور مجالس الذكر والعلم، ومتابعة القنوات التي تعنى بالتربية الإيمانية.

لا يمكن أن تشبع العاطفة من خلال الوسائل غير الشرعية مهما وفرت للإنسان؛ لأنها ليست الوسائل الطبيعة لإشباع عاطفة الإنسان؛ ولأن من آثار المعصية ضنك العيش وضيق الصدر، ولا أرى ما تعانيه إلا نتيجة طبيعية لتلك المعصية، كما قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)، فمن أراد إشباع عاطفته وإطفاء لهيب شهوته فعليه بالطريقة التي جعلها الله سببا لذلك وهي الزواج، فاجتهد في اختيار شريكة حياتك وتحر في صفاتها والتي من أهمها أن تكون صاحبة دين وخلق.

أنصحك ألا تصغي لتلك الوساوس وأن تقطعها ولا تتحاور معها، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم فور ورودها.

عليك أن تغلب حسن الظن بالناس فذلك هو الأصل، يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ۖ)

لقائل أن يقول كل الرجال خونة؛ لأنك أنت على علاقة مع تلك الفتاة، فهل يصح أن نعمم فعلك على كل الناس أم أن هذا من الظلم، ولا تزر وازرة وزر أخرى.

لا بد أن تقطع صلتك بتلك الفتاة فورا وبدون أي مقدمات، إلا أن تترك لها رسالة نصح تأمرها بالتوبة إلى الله تعالى، وعليك أنت قبلها أن تتوب توبة نصوحا، والتي من شروطها الإقلاع عن التواصل معها، والندم على ما بدر منك، والعزم على عدم العودة مرة أخرى.

أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة ينخنس عنك الشيطان، فإنه يخنس من الذاكر لله كما ورد في الحديث.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك وساوس الشيطان وخواطره إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات