محتارة بين إكمال دراستي إرضاء لأهلي وبين الاكتفاء بالدبلوم إرضاء لنفسي.

0 138

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

بداية أتقدم بشكري لهذا الموقع الذي أتاح لي الفرصة لطرح مشكلتي، والتي أتمنى أن تساعدوني في حلها.

درست الدبلوم في منطقتي وسافرت إلى منطقة أخرى لتكملة الدبلوم المتقدم والبكالوريوس، فوجدت أن نظام الدراسة أصعب بكثير، علما أنها فرع من الكلية التي كنت أدرس فيها.

تعبت لعدم التأقلم مع الدراسة والبعد عن الأهل، علما أن الأوضاع الأمنية وغيرها جيدة جدا، ولكن نفسيا لا أستطيع تكملة مشواري، وأفكر بالاكتفاء بالدبلوم، لكن المشكلة أن أهلي يطمحون أن أكمل دراستي، ويصرون على ذلك في كل نقاش يدور بيني وبينهم، فهل قرار التوقف عن الدراسة يعتبر من عدم البر بهم؟

علما بأني راضية ومقتنعة بشهادة الدبلوم المتقدم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتي الكريمة- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
لم تخبرينا عن القسم الذي تدرسين فيه، وهل معك أحد محارمك في المنطقة التي أقمت فيها؟ وهل هنالك بدائل أيسر من القسم الذي أنت فيه، أم أنك وصلت إلى عدم الرغبة في مواصلة الدراسة في أي قسم كان؟

ابنتي الكريمة: إنني دائما أنصح بعدم الاقتناع بالبكالوريوس فكيف بالدبلوم، وأنصح دائما بأن تكون الهمة عالية في التحصيل العلمي لنيل أعلى الشهادات، وأن يكون التخصص دقيقا، ويكون سوق العمل يحتاج إلى ذلك التخصص، فالنسخ المكررة المتخرجة في الكليات والتي لم تجد طلبا في سوق العمل، بل التحقت في قائمة البطالة وصارت عالة على أسرها، ما استفادت شيئا من الدراسة سوى الحصول على الشهادة.

لا بد أن يكون معك أحد محارمك في المنطقة التي انتقلت إليها، وتوفر الأمن وحده لا يكفي لأن تكوني منفردة.

قد تكون مقررات القسم الذي تدرسين فيه صعبة، فانظري في بديل آخر تميل نفسك إليه، فميل النفس ورغبتها يساعد على التحصيل واستسهال الصعوبات؛ لأنها تعتبر ذلك نوعا من المتعة.

إن وصلت إلى قناعة تامة وانعدمت الرغبة في الوقت الحالي، فالذي أنصحك به هو إقناع أهلك بإيقاف القيد لمدة عام، فذلك خير من الاستمرار في الدراسة وأنت كارهة، ثم تخفقين فيها فتحدث عندك وعند أهلك صدمة نفسية، ويتناقل الناس خبر إخفاقك فيؤثر ذلك على نفسيتك، ولعل الظروف تتهيأ فيما بعد فتشعرين بالرغبة في الدراسة، فتعودين للإكمال وأنت راغبة.

الاكتفاء بالدبلوم مع بقاء سيرتك بين الناس عطرة خير من الاستمرار في الدراسة فترسبين وتتشوه تلك السيرة، فيصبح الناس يتحدثون عن إخفاقك في الدراسة؛ لأن الناس ينظرون إلى المساوئ ولا ينظرون إلى الإيجابيات، فلو كان عند الشخص 99 حسنة ورأوا منه سيئة واحدة لغلبوا تلك السيئة.

النفس البشرية قد تصاب بالملل من بعض الأمور، ولذلك ينبغي ترويضها والترفيه عنها بالمباح حتى لا تجمح، فالنفس كما قال العلامة ابن الجوزي مثل الدابة إن لم يدارها صاحبها جمحت.

في حال أن قررت التوقف عن الدراسة فأقنعي أقرب الناس إليك من أسرتك ليكون داعما لك، ثم انتقلوا إلى أكثر الوالدين تفهما لموضوعك وتحينوا الوقت والمكان المناسب للتحدث إليه.

في حال الحديث مع الوالد والوالدة لا بد من التحدث معه بمقدمة تتضمن معنى ما وجهتك به سابقا، ولا تنسوا الكلام الذي يستثير عاطفة الأبوة.

قبل القيام بأي تصرف صل صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور، فكونك تكلين الأمر لله تعالى فيه راحة وطمأنينة للنفس؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

أكثري من التضرع بالدعاء وأنت ساجدة، وسليه أن يلهمك رشدك، وأن يختار لك ما فيه الخير ويلين قلبي والديك ويوفقك لكل خير.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات