السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 30 سنة، قبل سنتين من الآن وقعت معي أحداث جعلتني لا أثق في الحياة، وأصبحت أرى الموت قريبا مني، وبدأ هذا عندما رأيت موت أحد أصدقائي بسبب نوبة قلبية، رغم أنه كان سليما، وبعدها بشهر تقريبا وقعت معي ما يشبه نوبة، فتسارعت دقات قلبي حتى كاد أن يغمى علي، نقلت على إثرها إلى المستشفى، وكنت أقول في الطريق أنه الموت لا محالة، ومنذ ذلك الحين تنتابني نوبات فزع فظيعة من حين لآخر.
ذهبت إلى طبيب القلب وطمأنني أن المشكل ليس مرضا، إنما توتر عصبي ليس إلا، بعدها ذهبت إلى طبيب عام ووصف لي دواء FLUOXETINE 20 ملغ، استعملته لمدة أكثر من 6 أشهر، وكانت النتائج مبهرة، حيث تخلصت من المشكل بشكل شبه نهائي، وكان لطاعة الله، وصلاة الفجر في المسجد، والصوم الأثر الكبير في الشفاء بفضل الله تعالى.
بعد مرور سنة من قطع العلاج عادت إلي الآن بعض الوساوس، والسبب أنه قبل الآن بحوالي شهر تقريبا حلمت بركوبي للطائرة وانقلبت، لم أعرها اهتماما طبعا، وجاءتني هذه الأيام دعوة من إحدى الشركات في الخليج للذهاب، وهذا ما جعلني أتذكر حلم الطائرة، وزاد من توتري أن ابنتي ذات 3 سنوات قالت لي أنني سأموت إثر حريق، طبعا هذا سخيف، لكنه زاد من توتري، والذي زادني أكثر هو أن أهلي أيضا -لأنهم سمعوا قول ابنتي- شاهدت فيهم ملامح التوتر.
طبعا الخوف ليس من ركوب الطائرة بالضبط؛ لأني سافرت فيها قبل الآن مرتين وانتابني بعض الخوف، لكن ما أن حلقت الطائرة حتى تعودت على الأمر، إنما الخوف الذي ينتابني الآن هو من تحطم الطائرة والموت، خصوصا أنني لم أعد في الآونة الأخيرة ملتزما بالصلوات في المسجد، ولا أستفيق للفجر منذ شهر تقريبا في وقته، مما جعلني أخاف من عذاب الله في حالة الموت.
أعلم أنه في حالة عودتي إلى صلاة الفجر والطاعات بالتزام سأكون أكثر ارتياحا، لكن هذا يجعلني أفكر أنني أفعل ذلك فقط عندما تواجهني مصاعب دنيوية، مما يجعلني منافقا -والعياذ بالله، كما أن السفر بعد 3 أيام من اليوم.
أعتذر بشدة للإطالة في السؤال، لكن كلما قرأت من عباراتكم بشأن أناس آخرين حول الموضوع أرتاح، وأريد أن يكون الكلام علي لأرتاح أكثر، وشكرا لكم على كل ما تقدمونه.
وجزاكم الله خيرا.