السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر لكم جهودكم الجبارة في هذا الموقع الكريم، وأسأل الله تعالى أن يجعلها بميزان حسناتكم.
أنا مهندس منذ عشر سنوات، لكني لم أعمل بعد تخرجي من الهندسة بسبب عملي في التجارة، والآن أشعر بالإحباط جدا لأني لا أعلم شيئا بمجال الهندسة، حتى أصبح هذا الأمر عقدة عندي، خصوصا بعد فقدان عملي في التجارة، والآن أبحث عن عمل، وأستحي أن أقول إني مهندس؛ لأني لا أملك أي مهارات هندسية.
أرجوكم أن تساعدوني ما الحل لذلك؟ فوالله هذا الأمر أصبح مرضا نفسيا عندي، ولا أعلم كيف أرفع الثقة بنفسي وأطور مهاراتي!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
لا ينبغي أن تفقد ثقتك بنفسك؛ فأنت قد درست في مجال مهم، ولم تتخرج منه إلا لكونك من الأذكياء الجديرين بأن يكون لهم مستقبل واعد بإذن الله تعالى.
إن كنت قد أخفقت في مجال التجارة كونه ليس تخصصك فهذا لا يعني أنك ستخفق في جانب تخصصك، وإن كان قد مر على تخرجك نحو عشر سنوات، إلا أنه بإمكانك أن تستعيد معلوماتك من خلال إعادة الاطلاع عليها، وبالعمل كمساعد لأحد المهندسين الذين سيقومون بتدريبك، وخلال فترة وجيزة ستستطيع بإذن الله الوقوف على قدميك.
العمل في مجال تخصصك خصب وله قبول في سوق العمل سواء في بلدك أو في البلدان الأخرى.
تفاءل ولا تتشاءم؛ فالتفاؤل يفتح لك الآفاق، ويجلب لك راحة النفس، أما التشاؤم فيجعلك تنظر للحاضر والمستقبل نظرة سوداوية تجعل صدرك ضيقا.
استعن بالله ولا تعجز، وتوكل على الله، فإنه من استعان بالله أعانه ومن توكل على الله كفاه.
وثق صلتك بالله تعالى، واجتهد في تقوية إيمانك؛ فإن ذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما وعد الله بذلك فقال: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وسله التوفيق والإعانة وما تحب من خيري الدنيا والآخرة، وأكثر من دعاء ذي النون؛ فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يحقق لك ما تصبو إليه من الخير، وأن يسعدك، إنه سميع مجيب.