أعاني من خفقان شديد وألم في الصدر، فما السبب؟

0 210

السؤال

السلام عليكم..

بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من خدمة للمرضى في هذا الموقع المبارك.

لدي مشكلة قديمة، وهي خفقان القلب منذ الصغر، ولا أنكر أنني مررت بمواقف سببت لي الذعر والخوف، وظللت على مدى 20 عاما أفكر في قلبي وأتحسس النبض حتى في الصلاة، ذهبت لكثير من أطباء القلب، وعملت فحوصات كثيرة، من: إيكو، وهولتر، وتخطيط، وتحاليل كثيرة، ومناظير للمعدة، وأشعة مقطعية، ورنين، ولم أجد تشخيصا.

كل الفحوصات نتائجها ممتازة، ومنذ 4 سنوات حدث معي خفقان، ولكنه سريع جدا، ربما أكثر من 200 نبضة، وكنت واقفا، وبدأت بالسعال حتى اختفى، ذهبت لطبيب ولم يجد شيئا، وتكررت هذه الحادثة كل 6 أشهر، ثم اختفت سنة ثم عادت، ولكن بصورة أخف من السابق.

أشعر باختلاجات بالصدر وكأنها كحة مكتومة خاصة عند أكل الفلفل، حيث أشعر بنبض بالمريء، وهذه أكثر الأوقات التي أحاول فيها أن أسعل فأجد أن النبض يتأثر بالسعال، المهم أنني وجدت أن هذا الخفقان أكثر ما يحدث عند الصلاة والسجود بسرعة أو القيام بسرعة وحتى أثناء الجلوس، فأجد القلب يتغير نبضه.

كما أعاني من ألم بالقفص الصدري، وفرقعة عند الكحة وعند رفع اليدين، أو حتى قبض اليد بقوة يؤلمني صدري، وعند التقلب بالفراش، وعملت فحوصات قبل أسبوع ولم يتضح شيئا ماعدا أشعة القفص الصدري لم تتضح للآن، وعند الضغط على منتصف الصدر لا أتحمل مجرد اللمس، وكل الأطباء كان ردهم حالة هلع، فهل كل هذا من القلق والهلع؟

لست مقتنعا ولا أنكر أنني على مدى أكثر من 10سنوات لدي مشاكل قاهرة، فشلت بل عجزت ويئست من حلها، فأكون دائم التفكير، وأعاني من صعوبة وقلة النوم، وأكلي قليل جدا، مع حموضة وانتفاخات، وتشوش بالنظر، ودوخة، وخوف مستمر، وانقباض بالصدر كأنني أنتظر خبرا غير سار.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مع سلامة القلب من خلال الإيكو والتخطيط والهولتر يتضح أن الخفقان لديك من النوع المنتظم، ويسمى: Sinus tachycardia، وهو زيادة منتظمة في نبض القلب والذي يخرج من المكان الأساسي في القلب في الأذين الأيمن والمسمى SAN ، وهذه الزيادة في النبض ليس لها علاقة بأمراض القلب نفسه، حيث أنك قلبك سليم، وقد تأكد ذلك من الفحوصات التي تم إجراؤها.

وهناك أسباب أخرى كثيرة للخفقان، ومنها: فقر الدم، ومنها الإجهاد العضلي والإرهاق في العمل، وما يصاحبه من انخفاض في ضغط الدم، ومنها التعود على تناول المزيد من المياه الغازية والمنبهات من القهوة والشاي بكثرة، ومنها حالة التوتر والقلق سواء في محيط العمل أو محيط الأسرة، ومن ذلك أيضا النشاط الزائد في وظائف الغدة الدرقية.

كذلك فإن حالة الخوف المرضي أو الفوبيا من بعض الأمراض أو مرض القلق والتوتر المعروف ب Anxiety أو مرض الهلع panic disorders الذي تم تشخيصه من قبل بعض الأطباء كل ذلك يؤدي إلى الخفقان، أو زيادة نبض القلب.

ونوبات الهلع هذه تتعلق أولا وأساسا بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها أو إحباط يعيشه الشخص، ولذلك فإن العلاج يبدأ بمعرفة طبيعة المرض، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي، مع ضرورة متابعة الحالة مع استشاري نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي لتقوية عنصر التفكير الإيجابي، وهذا يساعد كثيرا في علاج تلك الحالة، ولا مانع من تناول أقراص Prozac 20 mg لمدة لا تقل عن 6 شهور إلى عام كامل، وذلك للتخفيف من حدة نوبات الهلع وعلاجها تماما، أو تناول cipralex 10 mg لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لعدة شهور بعد ذلك، ثم جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله،

مع ضرورة فحص فيتامين (د)، وفيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، وإعادة النظر في طريقة وأسلوب حياتك، وتجنب الإرهاق في العمل، وأخذ قسط كاف من النوم ليلا، وتقليل التوتر في محيط العمل والأسرة، والإقلال من تناول القهوة أو الحد منها.

ويمكنك مبدئيا تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية لمدة 12 أسبوع، وتناول مقويات للدم، ولا مانع من تناول قرص Indral 10 mg مرتين في اليوم لمدة 10 أيام، ثم مرة واحدة قبل النوم بعد ذلك، مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان، وبعدها يمكنك الكتابة إلى الموقع مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات