السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، أشعر بحركة خفيفة في أصبع قدمي الأيسر الصغير منذ فترة، وعندما أنظر إليه أجده يتحرك ثم يقف، وهكذا، وقبل ذلك كان إصبع السبابة الأيمن، ولكنه لم يستمر بالتحريك.
كما أشعر أحيانا بنغزة خفيفة في باطن القدم الأيمن والأيسر، عند الكعب تقريبا، فما تشخيصكم لهذا؟ وهل له علاقة بالأمراض الروحانية؟ وإلى أي مدى تصل تلك العلاقة؟
للعلم أنا أستمع للقران بطريقة طبيعية -الحمد لله-، وأذكر الله، ولكن نومي ثقيل بعض الشيء، فلا أستيقظ بسهولة، ولدي حساسة بعض الشيء، ولدي اكتئاب لبعد أصدقائي عني، وقلة اهتمامهم، ومشاكل أخرى أحدثت لدي تغييرا مفاجئا وعصبية، وأفضل الصمت وعدم الرد.
فما تشخيصكم لحالتي؟
أرجو الإجابة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأخت الكريمة، الحركة اللا إرادية لأي عضو من الجسم وبالذات أصابع اليد، أو أصابع القدم، قد تكون مرضا عصبيا، وقد تكون ناتجة من القلق، وأحيانا قد تكون غير معروفة الأسباب، ودائما هذه الحركات عندما يزيد الاهتمام بها من الشخص ذاته، أو أمام الآخرين فهي تزداد، حتى وإن لم تكن نفسية.
أما بالنسبة للأمراض الروحية -يا أختي العزيزة- فنحن كأطباء نفسيين لا علم لنا بها، نحن ندرس الأمراض الظاهرة، وأعراضها الواضحة التي لها مسميات، ولها علاجات محددة، والحمد لله أنك مواصلة على قراءة القرآن والذكر والدعاء.
أما بخصوص العلاقة مع الآخرين، فيمكنك تحسين هذه الأشياء من خلال معالج نفسي تتحدثين معه عن مشاكل العلاقة مع الآخرين، وكيفية التعامل معهم، وما تحسين به سوف يعلمك مهارات في تقوية الذات، وكيفية التعامل، وعدم الالتفاف للأفكار السلبية، أو الأحاسيس السلبية تجاه الشخص ذاته، ولا تحتاجين لأي أدوية في الوقت الحاضر.
وفقك الله، وسدد خطاك.
ــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: عبدالعزيز أحمد عمر، استشاري الطب النفسي، وطب الإدمان.
ويليها إجابة الدكتور: عقيل المقطري، مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــ
فليس صحيحا ربط كل ما يحدث للإنسان بالمس أو السحر وغيره، فالأصل في ذلك العدم، لأن ذلك أمر غيبي، والأصل أثناء حدوث أي عرض مرضي أن ينظر في سببه عن طريق الطبيب المختص، فإن تبين من خلال الفحوصات أن كل شيء على ما يرام فيمكن التعرف على السبب عن طريق الرقية بواسطة راق أمين وثقة، فإن بعض الذين ممن يشتغلون بالرقية يكونون دجالين، يأكلون أموال الناس بالباطل، ويكذبون على الناس، ويهولون عليهم بالأكاذيب، فإن تبين للراقي الأمين وجود شيء عالجه بالرقية الشرعية حتى يبرأ المصاب، والرقية ليس لها تعلق بذوات الأشخاص، فيمكن للإنسان أن يرقي نفسه بنفسه، لأن التأثير إنما هو للقرآن والدعاء مع قوة اليقين والتصديق بكلام الله -عز وجل-، ورسوله -عليه الصلاة والسلام-.
والذي أراه من خلال استشارتك، أن تلك الحركة التي تحصل في إصبع قدمك طبيعية للغاية، ولا داعي أن تشغلي نفسك بها، فأنت عندك قلق وتوتر في أعصابك، وهذا يسبب لك تلك الحركات اللا إرادية والنغز في بعض الأماكن من جسدك، وكلنا يحدث لنا هذا أثناء التوتر والقلق.
ثقل النوم عند بعض الناس وخاصة في سن الشباب طبيعي، خاصة إن كان في أفراد الأسرة الأقربين، أو الأبعدين الأحياء أو الأموات من كان متصفا بذلك فقد يكون الأمر وراثيا، وليس له أي علاقة بالأمراض الروحانية، ومع هذا فأنصك بمراجعة الطبيب، فقد يكون لذلك علاقة بأمر عضوي، ومن خلال الفحص سيتبين التشخيص، فإن كان الأمر طبيعيا فلا داعي للقلق، وإن تبين أن ثمة أمرا يستدعي العلاج، فسيقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب، وبالنسبة للحساسية وعلاقتها بتلك الحركة، فيحتاج منك أن تزوري الطبيب المختص فهو أعرف بذلك الأمر.
لم تخبرينا هل كل صديقاتك يبتعدن عنك أم بعضهن؟ ولم تخبرينا بالأسباب، فإن لم تكوني تعرفينها فلا بد أن تعرفي سبب نفورهن، فإنه إن عرف السبب بطل العجب، وأمكن -بإذن الله- إصلاح العطب، وهنا أسألك سؤالا وهو: هل لتصرفاتك وسلوكياتك معهن دور في ذلك؟ فإن كان كذلك فأصلحي أخطاءك، حتى لا يأتي وقت تصبحين فيه وحيدة.
إن لم يكن السبب سلوكياتك، فلا تهتمي كثيرا بقرب أو بعد الأصدقاء، فطبائع الناس تختلف، وعليك أن تتعاملي معهم وفق طبائعهم، وليس وفق طبيعتك أنت، فإن من أراد من الناس أن يتكيفوا مع طبعه يتعب كثيرا.
أبقي علاقتك مع الناس لتحقيق المصلحة، وابتعدي عمن مضار مخالطته أكثر من المصلحة المتحققة، وتخيري صديقاتك، وانتقيهن انتقاء، وعليك بالرفيقات الصالحات، فهن من تنتفعين بهن في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، ويقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
ابنتي الكريمة: هكذا الحياة صديق يأتي وآخر يذهب، هذه تتزوج وتنشغل بزوجها، وثانية تستعيض عنك بأخرى، وتلك تسافر، وأخرى تموت، فإن تعاملت مع الحياة على هذا الأساس استرحت، وإن سبحت عكس تيار الحياة تعبت.
أنصحك أن تنشغلي بحياتك ودراستك، وإصلاح حالك وتنمية مواهبك ومهاراتك، واكتساب القيم النبيلة، وحافظي على وردك اليومي من القرآن الكريم، وداومي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
إن أصبت بشيء من الحزن والكآبة والقلق فانهضي وتوضئي، وصلي ركعتين يذهب عنك ما تجدين -بإذن الله تعالى-، وعودي نفسك على امتصاص الأحداث، وعدم التأثر بها، وشيئا فشيئا ستجدين نفسك متكيفة مع ذلك، والأمر كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (الحلم بالتحلم والصبر بالتصبر).
نسعد بواصلك، ونسأل الله تعالى لك دوام التوفيق.