السؤال
السلام عليكم
تزوجت شخصا وقعدت معه شهرا ونصفا، وليلة البناء تعامل معي بضرب وشتيمة وإهانة، وسبب لي صدمة، وبالفعل ذهبت لطبيب نفسي وقال: إنها صدمة نفسية، وستستمر لفترة وتنتهي، وبسبب هذا كنت أرفض علاقة زوجية كاملة، لأني كنت أخاف منه بعد الإساءة منه.
قرر أن يتخلى عني، وصمم على الطلاق، رغم أني كنت أرفض الطلاق، وهو رفض الوقوف بجانبي وطمأنة نفسي بعد أن تدمرت بسببه، وبالفعل طلق وأجبرني عن التنازل عن قيمة المنقولات، وبعث لي حاجتي التي اشتريتها، وعلمت بعد الطلاق أنه ارتبط بواحدة أخرى!
هل ظلمني أم لا؟ وكيف أطمئن نفسي وأمحو عنها الحزن؟ وهل ظلمته بعدم أخذ حقوقه الزوجية مني مع كونه تسبب في صدمة من أول لقاء ومعاشرة بيننا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Perincessbatwt حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بناء أسرة سعيدة يعتمد في الأساس على مواصفات اختيار الزوج للزوجة واختيار الزوجة للزوج، ومن أهم معايير الحياة الزوجية السعيدة التي يجب توفرها في الزوجين الدين والخلق، إذا تخلف هذا المعيار في أحد الزوجين فغالبا تكون حياتهم الزوجية غير سعيدة.
لعلك لم تراعي هذا المعيار أثناء موافقتك على الزواج به، لذا تفاجأت بسوء أخلاقة وتصرفه معك، وحصل منك رد فعل غير جيد في التعامل مع سوء خلقه أدى إلى تعقيد الوضع وانتهى الأمر بالطلاق.
طالما قد حصل الفراق بينكما فننصحك بنسيان الموضوع تماما وعدم التفكير فيه حتى لا يسبب لك مضاعفات نفسية ويؤثر على مستقبلك.
يكفيك إن كنت تشعرين بظلمه لك أن تكلي أمره إلى الله؛ والله سبحانه هو الحكم العدل بين خلقه يوم القيامة لا يظلم عنده أحد.
لا يمكن الحكم لك أو عليك في هذه القضية، وتحديد من الظالم ومن المظلوم، إذ لا بد من سماع الطرفين،
لكن إذا كنت تشعرين بالتقصير في حقه فاستغفري الله سبحانه وتوبي إليه حتى ترتاح نفسك وضميرك من ذلك الذنب الذي تشعرين به .
الحل العملي لك هو أن لا تتعبي نفسك في التفكير بالماضي، بل اتركي ذلك تماما، وانسيه بما فيه، وابدئي التفكير الإيجابي في المستقبل، واستفيدي من التجربة الأولى في إصلاح حالك واختيار الزوج الصالح مستقبلا.
ننصحك كلما شعرت بنار في قلبك -كما تقولين- مما حصل لك أن تكثري من الذكر وقراءة القرآن، والتسبيح، فإن هذه الأعمال من أعظم ما يجلو القلب من الحزن والآلام، ويورثه السعادة والاطمئنان.
اعلمي أن ما حصل لك نوع من الابتلاء الذي يتعرض له المؤمن؛ فعليك بالصبر والتحمل، والرضا بما حصل، وقولي: قدر الله وما شاء فعل، وما يدريك أن هذا خير لك، فالله أرحم بخلقه من أنفسهم، وتخيلي لو استمر الزواج فترة وحصل لك أولاد منه، ثم حصل بعد ذلك الطلاق فإن الابتلاء سيكون حينذاك عليك عظيما؛ بسبب فراقك لأولادك، أو أن تصبري على الاستمرار مع زوج بهذه الأخلاق، وتلك المعاملة السيئة خوفا على تشتت أولادك؛ فتعيشين معه في ظنك ومشقة.
الحمد لله أن الأمر تم بهذه الصورة، مع أنها مؤلمة لكنها تهون عند مقارنتها بأكبر منها.
ننصحك أن تشغلي نفسك بما ينفعك ويضفي عليك السعادة، ولا تستسلمي للأحزان، بل ادفعيها بالأمل وحسن الظن بالله، والثقة بما عنده لعباده الصابرين .
ضعي لنفسك برنامجا تستفيدين منه في دينك ودنياك مثل: الالتحاق بمركز تحفيظ للقرآن الكريم، ومن خلاله يمكنك التعرف على أخوات صالحات تحفظين معهن كتاب الله وشيئا من السنة وأحكام الإسلام.
ممارسة الهوايات والمناشط النافعة، كالقراءة وحضور دورات تربوية وتنموية تنمين بها نفسك وينفع الله بك مجتمعك.
بهذا يحصل لك الابتعاد عن الانزواء والانطواء، لأنه من أسباب الخواطر السيئة التي ترد على النفس فتحزنها.
ثقي أن الله لن يضيعك إذا التجأت إليه سبحانه، وتوكلت عليه، وسييسر لك الخير والزوج الصالح إن شاء الله، فأنت ما زلت في مقتبل العمر، ولم يفتك القطار بعد!
أملي في الله خيرا، وخذي بأسباب التوفيق، خاصة الدعاء فهو باب لا يغلق بين العبد وربه.
وفقك الله لما يحب ويرضى.