حب الشباب المنتشر وخصوصاً في الخدين وعدم جدوى الدواء!

0 228

السؤال

السلام عليكم

زوجتي بدأت تعاني منذ ٦ أشهر، من حب شباب في الخدين، وهذه الحبوب برؤوس بيضاء، وبعضها أحمر، وبها حكة خفيفة، والبشرة أصبحت دهنية كثيرا.

علما أنها لا تعاني منها من قبل إلا في منطقة الصدر والظهر، بشكل خفيف، وعملت فحوصات خاصة بالتكيس والهرمونات، واتضح سلامتها منها.

بدأت بالعلاج مع دكتورة جلدية فوصفت لها مضادا حيويا، فبرامايسين100 حبة يوميا لمدة شهرين، وجل شور كيور قبل النوم، مع غسول دياكون مرتين، وواقي شمس، ولكنها لم تتحسن بهذه العلاجات، ومنذ شهر ونصف ليس هناك أي تحسن ولو شيئا يسيرا، فالحبوب مستمرة بالظهور يوميا.

هل تتوقف عن استعمال هذه العلاجات؟ وهل سيصبح استخدام حبوب الروكتان العلاج الأمثل؟

علما أنها تتناول حبوب ليبيتور الخاصة بارتفاع الكوليسترول، والارتفاع هو في الكوليسترول الكلي وldl، أما الدهون الثلاثية فمعدلها طبيعي، وإن كان لا يناسبها استخدام الروكتان فما هو البديل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة -حبوب حمراء، أو صديدية، رؤوس سوداء، أو بيضاء، تكيسات، أو غيرها- من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض: هل محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل: الظهر، والأكتاف، والصدر؟

يختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندوبا؟ والعلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا، وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى.

عقار ال: Isotrtinoin أو ما يعرف بالروكتان هو مشتق من فيتامين (أ) وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا في الجلد بعد الالتئام، ويوجد له العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب: Nodulocystic acne.

يجب اختيار وسائل العلاج التقليدية المتاحة و المتعارف عليها على حسب شدة المشكلة ودرجة انتشارها أولا، واستخدامها بالشكل الصحيح ولفترة مناسبة لمعرفة مدى فعاليتها، ثم يقوم الطبيب بتحديد مدى احتياج المريض لذلك العقار من عدمه بعد ذلك وبعد مناقشة المريض؛ لأن لذلك العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وبالأخص تلك المتعلقة بالحمل، والاكتئاب.

قد يعطي لك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون، وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.

أتصور في حالتك أهم نقطتين هما الحمل والدهون، وبالنسبة للحمل لا يمكن البدء بالعلاج إلا أثناء الدورة الشهرية للتأكد أن المريضة ليست حاملا في ذلك الوقت، ويجب أن يتم استخدام وسيلتين لمنع الحمل: وسيلة أساسية مثل حبوب منع الحمل أو اللولب أو وسيلة أخرى مثل الواقي الذكري أو الامتناع عن الجماع في الأيام المتوقع بها التوبيض، وتلك التعليمات مهمة جدا، لأنه إذا حدث حمل أثناء تناول العلاج أو 1 شهر بعد الانتهاء منه فلابد أن يتم الإجهاض، لتأثير هذا العلاج الضار على الجنين، وحدوث تشوهات به، ويجب أن تتفهم تلك النقطة بشكل كامل.

أما عن الدهون فليست سببا مطلقا لعدم استخدام العلاج، ويمكن تناوله، ولكن مع المتابعة المعملية كما ذكرت سابقا، ولذلك يجب تقييم الحالة جيدا بواسطة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لمعرفة مدى احتياجك للعلاج بذلك العقار، وشرح كل الأمور المتعلقة به بشكل وافي، وكذلك كيفية المتابعة، وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج؛ فيجب أن تتناوله بالجرعة والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب الوزن، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود ال 6 أشهر، وقد تتحسن الزوجة بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا؛ فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن، وحجم الغدد الدهنية في الجلد.

وفقكم الله، وحفظ الزوجة من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات