كيف يمكنني الخلاص من القلق والأفكار السلبية والمخاوف؟

0 92

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت عدة استشارات من موقعكم الجميل جدا، ولم أتردد في الكتابة لكم.

أعاني كثيرا من الخوف من أي شيء غريب، على سبيل المثال عندما أذهب إلى مقابلة للعمل، أو لقاء شخص ما أشعر بخوف شديد، وزيادة في ضربات القلب، وأتعرق، وأتلعثم بالكلام ولكن بشكل بسيط، ولا يعمل عقلي بكامل كفاءته، وبعد أن ينتهي الموقف وتهدأ نفسي اكتشف قدرتي على قول أشياء واقتراحات أفضل، كل ذلك يحضرني بعد انتهاء الموقف.

أشعر بالتردد كثيرا في كل شيء في حياتي، حين أريد شراء أي شيء وأنا مقتنع به، لا أشتريه بل أفكر عدة مرات، وأعتقد بأن هناك شيء آخر أفضل يمكنني الحصول عليه، أعيش في صراع المقارنات حتى في أدق التفاصيل، وفي النهاية لا أستطيع الوصول إلى قرار حاسم، والموضوع يتكرر معي بكل شيء، علما أنني عزمت الزواج، ولم يبق سوى شهر، وإلى الآن أشعر أن اختياري غير صحيح، وبإمكاني الانتظار للحصول على اختيار أفضل، وعندما عزمت على شراء سيارة للعمل وجدت حيرة شديدة، وبعد الحيرة والصراع لأقوم بالاختيار العشوائي بين الأشياء التي تم طرحها في عقلي، لأنني لا أستطيع الوصول إلى قرار حاسم ونهائي في أي اختيار للشقة أو الموبايل أو غيرها.

أخاف من المستقبل كثيرا، ودائما يراودني تفكير سلبي لو أنني توفيت وعندي أولاد صغار دون العمر القانوني، ماذا سيحدث في ميراثي، وهل ستقوم المشاكل بين الورثة، وهل سيفرحون بموتي؟

أنا كثير التفكير في عملي، وأفكر ماذا لو تم فصلي من العمل؟ أو أنني مرضت فجأة؟ وماذا لو نشب خلاف بين عائلتي وافترقنا؟ ويتشعب تفكيري في أمور لا يمكن حدوثها، ودائما أفكر في الماضي وأقول ماذا لو ولو...، وأفكر في المستقبل بشكل سلبي جدا، وأشعر بالإحباط، أتعبني التفكير فأنا أفكر قبل النوم وعند الاستيقاظ، لا أعلم ماذا أفعل؟ أثر الأمر على حياتي وعلى حالتي المزاجية، وتحول الفرح إلى حزن فما الحل؟

ومن طبيعتي بأنني لا أحب الاختلاط بالناس، وأشعر بالتوتر حينما أتحدث مع شخص غريب، ولدي أصدقاء وعلاقتي معهم طيبة، لا أحب حضور المناسبات الاجتماعية، خاصه الأفراح، ولا أحب لبس الملابس الجديدة، وثقتي بنفسي معدومة، ويزداد الوضع سوء إن راقبني أحد ما وأنا أفعل أي شيء، أكون مشتت الانتباه وغبي جدا.

وأخيرا أعاني من القولون العصبي، ولا أتناول أي علاج، وليس لدي أمراض مزمنة، ولا أتناول أي علاج دوري.

آسف على الإطالة، أرجو منكم وصف العلاج، على ألا يكون مرتفع الثمن، مع العلم بأنني أعيش في مصر، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الأشياء التي ذكرتها سمات من سمات الشخصية، فأنت لديك نوع من الشخصية تسمى (الشخصية القلقة المترددة)، التي تفكر كثيرا قبل الإقدام على الشيء، والتي تحاسب نفسها كثيرا، والتي تعد للأمر عدته، تفكر في المستقبل، تنبش الماضي، ليست تلقائية، ليس عندها ثقة في النفس.

كل هذه سمات من سمات الشخصية القلقة، وأنت عندك هذه الشخصية، والعلاج دائما -يا أخي الكريم- هو علاج نفسي، وأول الخطوات هو أن تعرف نفسك، وقد بدأت هذه الخطوة بكتابة هذه الاستشارة، فأنت الآن أدركت النواقص والمشاكل التي تعكر عليك حياتك، فابدأ بالتغيير من خلال معالج نفسي إن أمكن ذلك، حتى يعلمك كيف تكتسب مهارات تقوية الذات، الاسترخاء، التفكير الإيجابي بدل التفكير السلبي، التخطيط للمستقبل ولكن في نفس الوقت عدم الهم الشديد للمستقبل، كل هذه الأشياء يمكن أن تتم من خلال معالج نفسي.

الأدوية تلعب دورا مساعدا لا أكثر، وأنا دائما في مثل هذه الحالات أفضل دواء يعرف باسم (فلوكستين)، لأن آثاره الجانبية قليلة، وأنت لا تحتاج إلى دواء يؤدي إلى آثار جانبية، لأنها سوف تحبطك، فلوكستين، جرعة عشرون مليجراما / كبسولة بعد الأكل، بعد وجبة الغداء، وطبعا سوف يظهر تحسنا في خلال ستة أسابيع أو شهرين، ولكن عليك الاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عن تناوله دون تدرج، لا يحتاج إلى تدرج لأنه تحصل من وراء التوقف عنه آثار أو أعراض جانبية انسحابية.

وللفائدة راجع علاج الإحباط سلوكيا: (234086 - 259784 - 264411 - 267822)، والعلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات