بعدي عن زوجي سبب لي شعور الحزن والهم، فكيف أتخلص منه؟

0 154

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة وأم لطفل، وموظفة، أعاني من ضغوط كثيرة في الحياة بسبب بعدي عن زوجي، لأن مكان عملي بعيد عن منزلي 300 كلم، الشيء الذي سبب لي هما وحزنا دائما، وبدأت أشعر بآلام متفرقة في أنحاء جسمي، خاصة جهة القلب والرأس، وأيضا أخاف أن يقع لي مكروه، وأنا لدي طفل صغير.

كيف يمكنني التغلب على هذه المشاعر السيئة التي أرهقتني؟ أريد أن أكون متفائلة ونشيطة والتغلب على هذه المشاكل.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

هنالك بعض الحلول لمشكلة بعد مسافة مقر عملك عن مكان بيتك منها:

1- أن تجتهدي في نقل وظيفتك إلى نفس المدينة التي تسكنين فيها.

2- أن ينقل زوجك عمله إلى نفس المدينة التي تعملين بها وبهذا تلمين شمل أسرتك.

3- أن تتفقي مع مدير المؤسسة التي تعملين بها على أن تعملي نصف الأسبوع وترجعين لولدك وزوجك بقية الأيام، هذا إن وجدت سكنا آمنا.

4- استعيني بعد الله بأقاربك ممن لهم وجاهة في الدولة أو لهم أصدقاء من أصحاب المناصب المرموقة؛ كي يشفعوا لك بمسألة نقل عملك.

5- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وتحيني أوقات الإجابة وسلي الله تعالى أن ييسر أمورك وأن يلم شعث أسرتك، فلعلك توافقين ساعة إجابة فيستجيب الله لك.

6- أكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

7- من أفضل أوقات استجابة الدعاء حين ينتبه الشخص من نومه في جوف الليل، يقول عليه الصلاة والسلام: (من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).

8- لكي تزول همومك الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

9- ما تعانين منه أمر مقدر عليك من قبل أن يخلقك الله تعالى كما قال سبحانه (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له: اكتب قال: وما أكتب؟ قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.

10- حافظي على الذكر الذي أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة حين جاءت إليه تطلب منه خادما يعينها على مهام حياتها فقال: (ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم. قال علي ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين)، فإن داومت على ذلك أعانك الله على قضاء أعمالك بنفسك دون الحاجة إلى معين سوى الله تعالى.

11- استعيني بالله ولا تعجزي فمن استعان بالله أعانه ومن توكل عليه كفاه.

12- عليك بتقوى الله تعالى فإن من ثمارها أن يجعل الله للمتقين فرجا ومخرجا كما قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).

13- انظري إلى الحياة بتفاؤل وكوني على يقين أن وضعك لن يستمر على ما هو عليه ،وإن عانيت بعض الوقت فلا بد أن يتغير، وإنما عليك أن تعملي بالأسباب التي ذكرناها لك آنفا، فمهما ضاق الحال لا بد أن ينفرج فدوام الحال من المحال.

14- داومي على ورد يومي من القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، ويرتاح بالك يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يعطيك من الخير ما تتمنين ويصرف عنك كل مكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات