أشعر بضمور العين وصغر حجمها، فهل ألجأ للتدخل الجراحي؟

0 346

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، لاحظت في الآونة الأخيرة في الصور التي التقطتها لنفسي، أن عيني اليسرى دائما ذابلة في مقارنة باليمنى, هذا الضمور كان من حوالي عامين، لكنني لم أعره انتباها إلا عندما التقطت صورة جديدة، وأجد عيني اليسرى ضامرة بالنسبة لليمنى، إضافة إلى أنه في الآونة الأخيرة كنت أشعر بحكة في عيني اليسرى، وكانت تدمع بعكس العين اليمنى.

وعندما ذهبت لأسأل أحد أصدقائي: هل لاحظ بعض الذبول في عيني؟ قال: بأن القزحية مائلة قليلا ناحية أنفي، في حين أن العديد من الأشخاص الآخرين نفوا هذا الميلان، فأصبحت في حيرة بينهم، وريبة وشك من أن أصاب بالحول، خاصة أنني قرأت أن هناك ما يسمى بالضمور العصبي البصري، الذي ليس له علاج.

الأعراض التي أعاني منها حاليا:

- ما يقارب العامين والنصف، أصبت بوسواس قهري، وآنذاك لاحظت احمرار بياض عيني بالخطوط الحمراء، التي لم تكن موجودة بتاتا، وما زالت متواجدة إلى الآن.

- حكة وسيلان دموع في العين اليسرى.

- ضمور العين اليسرى بشكل طفيف عن اليمنى (حسب ملاحظة أصدقائي).

الحالة النفسية:

- كثرة التفكير مما ينتج عنه الشعور بالهم والاكتئاب.

- وسواس قهري.

- الحزن الدائم، فما تشخيصكم لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رافع حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضمور العين أو صغر حجمها، هو حالة نادرة جدا، وتحدث غالبا بعد الإصابات الرضية النافذة للعين، وخصوصا تلك التي تسبب جروحا وتمزقا في الصلبة البيضاء، أما ما تعاني منه -أخي الكريم- فهو غالبا إنسدال الجفن، أو ارتخاؤه، والذي يجعل الفرجة الجفنية أصغر فتبدو لك العين ضامرة.

يقصد بارتخاء جفون العين هو ارتخاء جفن العين (العلوي) فقط، حيث إن هناك رافعة له تسمى (العضلة الرافعة الجفنية) تقوم برفع الجفن إلى أعلى، ولسبب أو لآخر لا تؤدي هذه العضلة وظيفتها بشكل كامل.

هناك أنواع عدة لارتخاء جفن العين، وذلك حسب سبب الارتخاء وهي:

أولا: الارتخاء الخلقي: وهو أكثر الأنواع شيوعا، ويحدث منذ الولادة أي يولد به الطفل، وأسبابة ترجع إلى غياب أو ضعف أو شلل العضلة الرافعة الجفنية المسؤولة عن رفع الجفن، وعادة ما يكون بسيطا ووراثيا، حيث تلعب الوراثة دورا ثانويا في حدوثه كما أن إصابة الأم ببعض الالتهابات، وخصوصا الفيروسية منها، أو تناولها لبعض الأدوية في أثناء الحمل قد تساعد على حدوثه.

ثانيا: ارتخاء شللي: ويحدث نتيجة لتأثر العصب الدماغي الثالث، وهو العصب المحرك للعينن والذي يمد العضلة الرافعة الجفنية.

وهناك مرض عام يصيب عضلات الجسم بالضعف، ومن بينها العضلة الرافعة للجفن، ويسمى هذا المرض مرض الضعف العضلي العام، ومن أهم علامات هذا المرض ارتخاء جفن العين، كما أن إصابة العصب الودي بشلل يؤدي إلى ضعف إحدى عضلات الجفن العلوي، وتسمى عضلة مولار، ويحدث هذا الشلل إذا تلف العصب عقب التهاب أو عمليات جراحية.

ثالثا: ارتخاء ميكانيكي: وهو ينتج من ثقل وتضخم في حجم الجفن، فلا تستطيع العضلة الرافعة للجفن القيام بوظيفتها.

وأهم الأسباب لذلك: وجود تضخم بأنسجة الجفن وهذا ناتج من التهابات مزمنة، منها: تعدد الأكياس الدهنية أو التراخوما أو الرمد الحبيبي أو الرمد الربيعي أو التهابات الملتحمة المتكررة ( وهذا السبب هو الأرجح عندك -أخي الكريم- بسبب ما ذكرته من حكة، واحمرارا بالعين المذكورة)، وكذلك وجود أورام بالجفن، وبخاصة الأورام الخلقية، أو وجود نزيف تحت الجلد من أثر إصابات أو التهابات خلف مقلة العين.

رابعا: ارتخاء رضي المنشأ: وهذا ينتج من قطوع أو تليفات بالعضلة الرافعة الجفنية، أو العصب الدماغي الثالث المغذي لها إثر الإصابة بأجسام حادة مثل الجروح، أو الحروق بأنواعها، أو الإصابة بمادة كيماوية.

علاج ارتخاء الجفن:

أولا: علاج الأسباب المؤقتة الطارئة التي استجدت على الجفن، كعلاج الالتهابات والكيسات الدهنية، وعلاج الإصابات العصبية، والجهازية المرافقة، وفي النهاية إذا بقي الانسدال نلجأ للعلاج الجراحي، إذ هناك العديد من الطرق الجراحية لإصلاح ارتخاء الجفن منها: ما هو "أمامي عبر الجلد"، ومنها ما هو "خلفي عبر الملتحمة" لتقوية وتقصير العضلة الرافعة للجفن، ويتم علاج معظم الحالات جراحيا تحت التخدير الموضعي في الكبار، وتستغرق العملية حوالي 30 دقيقة.

وتعتبر العملية الجراحية ناجحة عندما يكون ارتفاع الجفن بعد العملية أقرب ما يكون لارتفاع الجفن السليم، مع الحفاظ على الشكل العام للجفن، فتبدو العينان والفرجتان الجفنيتان متماثلتان.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات