السؤال
السلام عليكم
أنا شاب في بداية العشرينيات، أعاني من ضعف العزيمة والتفكير كثيرا في المستقبل القريب منه والبعيد؛ مما يسبب لي الخوف من الفشل أحيانا أو ينغص علي أحيانا أخرى، فما نصيحتكم؟ وما هي طرق التحفيز الذاتي وزيادة الثقة في النفس في ظل الضغوطات والمثبطات الموجودة حولنا؟
جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بخصوص سؤالك الأول: اعلم أن المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى مطلوب منا أن نثق بالله ونتوكل عليه، ونأخذ بالأسباب المادية المتاحة لتحقيق طموحاتنا وأمانينا، لكن الإغراق في ذلك أو التفكير فيه بسلبية أمر غير جيد، ولا بأس بالتفكير المعتدل فيه، ولكن بإيجابية وبحدود معقولة بعيدا عن المثالية الزائدة التي تؤدي إلى الشعور بالفشل.
ولعلك تغرق في التفكير المثالي في المستقبل، ثم تقارن قدراتك وإمكانياتك به، فتجدها قليلة في مقابل ما تتخيل فيسبب لك ذلك الشعور بالإحباط، ومن ثم يؤثر ذلك سلبا على نفسيتك.
فننصحك بالاعتدال في التفكير، وأن تغلب فيه الجانب الإيجابي، وأن لا تغرق فيه، وأن تعلم أن الأمر بيد الله أولا وأخيرا فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن، فخذ بالأسباب وتوكل على الله، وأرض بما قسم الله لك، فإن القناعة والرضى من أهم أسباب راحة البال.
وبخصوص سؤالك الثاني: التحفيز الذاتي مرتبط بالدافعية الذاتية للشخص، وهي المحركات الداخلية له لإنجاز عمل ما بوقت معين.
ومن أبرز المحفزات الذاتية الإيمان بالهدف الذي تسعى لتحقيقه، ومعرفة قيمته، ولا شك أن أعظم هدف للمسلم تحقيق عبودية الله، والحصول على رضاه حتى يسعد به في الدنيا والآخرة؛ لذا كان بعض السلف إذا كسل عن العبادة ضرب رجله وذكرها نعيم الجنة والشوق إلى لقاء الله فتنشط.
ومن أعظم المحفزات قوة الاعتماد على الله، وكمال التوكل عليه سبحانه، فإن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بالله فلا حول له ولا قوة إلا بالله سبحانه.
ومن المحفزات أيضا رسم هدف ووضع خطة والسير فيها بتدرج، ومحاسبة النفس على التقصير وتشجيعها على الإنجاز، والنظر في عواقب الأمور، والتفكر في الثمرة المرجوة كلها وسائل تدفع الشخص إلى الإنجاز.
أما غرس الثقة بالنفس فتحتاج إلى تقوية جوانب القوة فيها، ومعالجة جوانب الضعف، والتدرب على ذلك من خلال المشاركة في برامج تنمية الذات الآمنة، والخلطة بالناس الجادين، ومجالسة الناجحين، وقراءة سير العظماء والمبدعين، ومحاولة الاقتداء بهم والتأثر بطريقتهم الحسنة في الحياة.
وأعظم وسيلة لغرس الثقة بالنفس كمال الاعتماد على الله والتوكل عليه؛ لأنها تمنح النفس قوة وصبرا وإصرارا، وكلما كان العبد أقرب إلى الله تعالى أكثر ثقة به؛ مما يضفي على نفسه الرضى والسعادة والاطمئنان وهي أبرز مظاهر الثقة بالنفس.
أسال الله إن يرزقنا وإياك كمال الثقة به وكمال التوكل عليه.