السؤال
السلام عليكم
أعاني من اكتئاب الحمل وما بعد الولادة، أصبت به ثلاث مرات، في المرة الأولى مع طفلي الأول، وتناولت سبراماكس وسحبت العلاج بشكل سليم مع استشاري نفسي وعصبي، وفي طفلي الثاني أصبت بالاكتئاب مرة أخرى، وتناولت أقراص رام ديب أو ديبرام 40 قرصا يوميا، وأثناء رضاعتي لطفلي الثاني بعد عام وأربعة أشهر حملت بطفلي الثالث واضطررت لوقف العلاج، في أول ثلاثة شهور من حملي.
رجعت إلى الطبيب لمتابع حالتي، وقال لي: من الأفضل تناول قرص ديبرام 40 قرصا، مشكلتي مع أقراص ديبرام فعند تناولها يصبح لدي فتور في العلاقة الزوجية، وإمساك، فتناولت رام ديب 20 مجم ممتازة مع الجرعة، وبدون أعراض، ولكن بعد شهرين من العلاج شعرت بتنميل، وتوتر من الصوت العالي، فما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الظواهر المرتبطة باكتئاب ما بعد الولادة أنه قد يتكرر في الولادات المختلفة، وأنا دائما أنصح مرضاي عندما يأتيهن اكتئاب ما بعد الولادة أن تكون هناك مسافة بين الحمل والحمل الآخر، أي على الأقل لا يتم الحمل قبل مرور ثلاث سنوات من الحمل الأول، حتى يعطين أنفسهن وقتا للتعافي من اكتئاب ما بعد الولادة، وطبعا لا أدري هل أعطيت هذه النصيحة لك أم لا، فحملت وأنت ترضعين طفلك؟
الشيء المهم الآن للوقاية - والحمد لله الآن عندك ثلاثة أطفال - يجب أن تكون مسافة بين الطفل الأخير والحمل الآتي، على الأقل ثلاث سنوات، وإن كانت سنوات أكثر فيستحسن؛ حتى يتم التخلص نهائيا من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
الأدوية التي تعالج اكتئاب ما بعد الولادة كثيرة، ومعظمها قد ينتمي لفصيلة الـ (SSRIS)، ودائما المهم في اكتئاب ما بعد الولادة أنه يكون فيه كثير من أعراض القلق، فيجب أن يعطى مضاد الاكتئاب فإنه يعالج القلق أيضا.
والعنصر الآخر الذي يجب الانتباه إليه: الرضاعة، فيختار الدواء الذي لا يؤثر في الطفل، فهناك أدوية معينة ينصح بتجنبها مع الرضاعة، لأنها قد تفرز بكميات كبيرة في الحليب، وأدوية أخرى قد تكون آمنة في الرضاعة، وكل هذا يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب النفسي.
فإذا أنصحك بمواصلة المراجعة، والمتابعة مع طبيبك النفسي، فهو الذي يقوم بوصف العلاج المناسب لحالتك، وسوف يقوم بتقليل الجرعة أو زيادتها حسب وجود الآثار الجانبية وحسب التحسن، ولا تتوقفي عن الدواء حتى يخبرك الطبيب بذلك.
وهناك طبعا أشياء نفسية يمكن أن تقومي بها؛ كمحاولات الاسترخاء وتقليل التوتر، والمحافظة على الصلاة - يا أختي الكريمة - وإن كان القيام بممارسة تمارين رياضية، فهي مفيدة للجسد أيضا خاصة بعد الولادة، تمارين رياضية بسيطة، أو المشي، أيضا تؤدي إلى الاسترخاء، ولا تنسي قراءة القرآن والذكر والدعاء، فكلها تؤدي إلى الطمأنينة وراحة البال.
وفقك الله وسدد خطاك.