بسبب الذنوب والمعاصي لم أعد أخشع ولا أتأثر بأية عبادة، فكيف النجاة؟

0 177

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت متدينا، لكني غرقت في الذنوب والمعاصي فلم أعد أخشع في الصلاة ولا أتأثر بقراءة القرآن، فهل يستمر هذا الوضع إلى آخر العمر أم هناك أمل في النجاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- أحسن الظن بالله سبحانه ولا تيأس، فالله غفور رحيم جواد كريم سبحانه، يحب توبة عبده ويكفر خطاياه.
- اقرأ هذه الآية بصدق وتدبر، وستدرك رحمة الله بخلقه، قال سبحانه:﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون﴾[الزمر: ٥٣، ٥٤].
- لا تيأس من حالك مهما بلغ إسرافك.
- لا تقطع الرجاء بالله مهما كانت ذنوبك ومعاصيك.
- فر من الله إليه، فإنه لا ملجأ منه إلا إليه سبحانه.
- عليك بالإنابة الصادقة إلى الله بقلبك وجوارحك.
- استسلم لأمره سبحانه واخضع لتدبيره وشرعه.
وستجد أثر ذلك قريبا -بإذن الله- على نفسك.

ما تعاني منه الآن لا شك أنه من آثار المعاصي السابقة التي وقعت فيها، فلها آثار خطيرة وعظيمة على القلب، حيث تحول بينه وبين الخشوع والسعادة والاطمئنان في العبادة والتلذذ بها، لكن مع صدق التوبة والإقبال على الله والتضرع إليه، يذهب ذلك الأثر شيئا فشيئا، حتى يصفو القلب وتزكو النفس.

لذا عليك بتجديد التوبة بشروطها، وهي: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، والإكثار من الاستغفار والطاعات والقربات، والصبر على ذلك حتى تتهيأ نفسك وتنشرح للطاعة.

كما أنك محتاج إلى التعرف على رفقة صالحة ناصحة تعيش معها، تذكرك إذا نسيت وتشجعك على الطاعة وتتعاون معهم على الاستقامة.

ولا تنسى أن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى، فاطلبها منه بالدعاء والامتثال لأمره، وثق أن الله سبحانه يستجيب دعاء من دعاه بصدق وإخبات وتضرع، فانطرح بين يديه في ظلمة الليل، وابتهل إليه وادعوه وحاول أن تبكي على نفسك وأنت تناجيه في سجودك، فإن البكاء يغسل ران القلب القاسي، وحاول ذلك مرارا، واصبر على ذلك حتى تشعر بانشراح صدرك وإقبال نفسك على الخير، فهذه علامة قبول لتوبتك.

أسأل الله أن يصلح حالك، ويوفقك لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات