تنتاب زوجتي حالة غريبة من العنف والثوران ثم تهدأ بعد أيام، فبماذا تنصحوني؟

0 240

السؤال

السلام عليكم..

متزوج ولدي ولدان، منذ أول شهرين من الزواج حصلت مشكلة بيني وبين زوجتي على أمر تافه جدا، وثارت مثل المجنونة، وكسرت البيت، وجسمها كله ينتفض، فأخذتها لبيت أهلها، واتصلت على الوالد، وقامت بسبه والتلفظ عليه بكلام بذيء ومخز بدون أي سبب، بعدها بشهر أرجعتها بطلب من أبي.

المشكلة أنها تصنع المشاكل وتفعل أفعالا خارجة عن فطرتنا، وتقوم بالسب والشتم والاتهامات، وتقول كلاما عني كذبا، وتتخيل، وتتهمني بأني أفعل الحرام مع زوجات إخواني، وتتخيل أن أهلي يتفقون عليها، ولا تحترم أحدا، وتشكيني عند والدها بأني أضربها، وأنا لم أفعل ذلك!

كثيرة الظلم وتنوي الانتحار، ولكن بعد ذلك بعدة أيام ترجع لعقلها ولصوابها، فتندم وتتوسل، وتعترف بخطئها، وهذه الحالة تصيبها كل سنة مرتين تقريبا، والآن هي في بيت أهلها.

أرشدوني للصواب، فقد تعبت وأنوي الطلاق.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرته -أخي العزيز- من أعراض في زوجتك –سلمها الله من كل سوء ومكروه- فهو لا يخلو من أن تعود إلى أمراض نفسية أو عصبية وعقلية أو عضوية, والله تعالى أعلم.

ولذلك فإن علاج زوجتك الكريمة –عافاها الله– يتلخص بالتزامك –أخي العزيز– والتزام زوجتك –شفاها الله– بمجموع أمور ثلاثة بإذن الله تعالى:
1) العلاج الإيماني: فإن تعميق وترسيخ التقوى والتوكل على الله والإيمان من شأنه أن يشفي من أمراض النفس والهوى والأبدان والصدور والعقول والشيطان، بدليل عموم نصوص أدلة السنة والقرآن، قال تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، وقال سبحانه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، وذلك باللجوء إلى الله تعالى بالرقية الشرعية, وذلك بالحرص على الأمور الآتية:
- الدعاء: بأن يكون عن حضور عقل وخشوع قلب وخضوع جوارح, قال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

- الإكثار من الأعمال الصالحة: وذلك بالحرص على الفرائض والنوافل, والصدقة, والصوم, وأداء الحج والعمرة, وبر الوالدين وصلة الأرحام.. إلخ. قال تعالى : (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة).

- ذكر الله تعالى: بالصلاة, وأذكار اليوم والليلة, قال سبحانه: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وقال جل جلاله: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا).

- قراءة القرآن: كما قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)، (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين).

ولا يلزم في الرقية الذهاب إلى بعض الرقاة المعروفين, بل يكفي أن يرقي المريض نفسه, أو يرقيه أحد معارفه وأقاربه كالوالدين أو الزوج مثلا, ويمكن الرجوع إلى كتب الأذكار المعروفة كـ(حصن المسلم).

وبهذا الصدد فإني أوصيكما –أخي الفاضل– بالصبر على هذا البلاء الواقع عليك وعلى زوجتك عافاها الله، والاعتصام بالله تعالى من الشيطان الرجيم والتعلق به وحده, والاهتمام بالطهارة, وكمال الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام وعدم الانخداع في اللجوء إلى السحرة والكهنة والعرافين والدجالين, وتجنب اقتراف المعاصي والآثام ولزوم التوبة والإنابة والعودة الصادقة إلى الله, ومحافظة على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم قبل النوم وذلك بالنوم على طهارة ونفض الفراش بطرف الإزار قبل النوم وقراءة الإخلاص والمعوذتين ومسح وجه المريض وما استطاع من جسده ما أمكن.

2) العلاج النفسي والعصبي: وذلك بأن تعرض المريضة على طبيبة نفسية مختصة في الأمراض النفسية والعصبية, ذلك أن النفوس تمرض كما تمرض الأبدان بسبب ضغوط الحياة وأزماتها المتعددة والمختلفة فتبتلى بأمراض القلق والاكتئاب والهلوسة والوسواس القهري, وغيرها. (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)؟

3) العلاج العضوي: وذلك بأن تعرض المريضة على استشاري الأمراض الباطنية, كأمراض الغدة الدرقية, والقولون العصبي والاثني عشر والمعدة.

أسأل الله أن يفرج همك، ويشفي زوجتك، ويسلمها من السحر والحسد والعين وأذى الجان وسائر أمراض النفس والأبدان، اللهم آمـين.

مواد ذات صلة

الاستشارات