السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم في بداية الأمر على المجهود العظيم والرائع الذي تقومون به، نسأل الله أن يوفقكم للمزيد من الخير والعطاء لنستفيد نحن الشباب.
أود أن أعرف ما سبب عشقي النظر إلى الناس في كل مكان، وخصوصا في وسائل المواصلات؛ مما ينتج عنه تعلق خيالي بصورة شخص ما أو موقف ما، وأنا أنظر بدعوى الاستفادة من المواقف، خصوصا أنني غالبا ما أمشي وحدي، وأنا أعرف أن هذا سبب داخلي.
أحيانا لا أهتم بالنظر عند انشغالي، لكن معظم علاقاتي تبدأ بالنظرة الأولى، ومدى تقبلي للشخص مما ينتج عنه أحيانا تعاطفي مع شخص معين، ويكون هو على النقيض من ذلك، مثال: استهويت شخصا ما في المسجد سلم علي وتكلم معي في موضوع ما، وأرجع للبيت وأجدهم يتكلمون عنه بسوء، مثلا أنه يمشي بالنميمة وعميل للشرطة؛ فأبدأ بالدفاع عنه بعكس ما قالوه، وهذا دائما ما ينافي الحقيقة، وغالبا ما تعلقت بأشخاص وصادقتهم مع أنهم لا يصلحون لي البتة، خصوصا أنني ملتزم نوعا ما.
وإلى الآن لم أحصل على الصديق الوفي، وأتندم الآن على صداقتي لهؤلاء ومعرفتهم لكل أسراري وعدم معرفتي للتخلص منهم إلا بالهرب والكذب، أحيانا المشكل أنني لا أقدر على الانتظام في حل ما أو علاج ما، فأنا دائما مسافر عن أهلي في قريتنا، أدرس بمدينة أخرى، وليس لي أصحاب بمعنى الكلمة في قريتنا؛ لذلك معظم جلوسي في مدينتي التي أدرس بها، ودائما ما أسافر وأجلس أسابيع عديدة في القاهرة أو الإسكندرية، وأحاول أن أبدأ القراءة في مكتبتها.
آسف جدا لكثرة كلامي عن نفسي، لكن لتتفهموا المشكل، خصوصا أنني لا أعرف ما الذي يدور بداخلي؟ خصوصا أنني أعاني من الرهاب، ولكنه يظهر كثيرا، وأحيانا يختفي، وأنا لم أبدأ إلى الآن في معالجته، بل سأكتفي بإصلاح نفسي والبعد عن القلق ومواجهة المواقف، لكن كل الظروف المحيطة تمنع النجاح والشفاء من أي شيء في هذا الزمان.
إنني ينقصني الحنان، طفولتي تعتبر قاسية، اكتشفت ذلك منذ سنتين فقط عندما تزوج والدي المسن من أخرى، وكاد أن يطلق والدتي، لكن تدخل الأهل ومنعوه من ذلك، لكنه انكشف لي من كلا الطرفين (الوالد والوالدة) عدم وجود حب بينهما منذ زواجهما، مع أنهما أقارب؛ ولذلك تحاول نفسي البحث عن هذا الحنان، حاليا لا أدرى أأسميها طفولة متأخرة، أم ماذا؟ أعني هو إحساس بوجود أشخاص معي في البيت، لكن بدون أن يكون لهم أي مسمى (أم - أب - أخ) وليس له أي دور إلا قليلا، كإعطاء المصروف والأوامر والنواهي وإعداد الطعام فقط؛ ولذلك حاولت أن أترك النظر لاكتشافي بعدي عن كل مظاهر الحنان منذ صغري، فأرى الأولاد مترابطين متعانقين بعد خروجهم من المدرسة، والأمهات تحنو على أولادها سواء في البيت أم خارج البيت، وأحيانا تكون تعابير الوجه أو الكلمة تعبر عن ذلك، والابتسامة أحيانا.
قد تقولون لي أن أترك النظر وأشتغل بالأذكار مثلا، أنا حاولت كثيرا وأستغفر مثلا خمس دقائق وأكمل باقي النصف ساعة في النظر (على فرض أن مدة الطريق نصف ساعة)، وأريد أيضا وسيلة لشغل النفس في المواصلات وأثناء المشي في شيء مفيد بعيدا عن الكلام، مثلا: التفكير في شيء مفيد.
أرجوكم أن تفصلوا لي الأمر، ويا حبذا لو هنالك دراسات أو خطوات مكتوبة لأقوم بطباعتها وقراءتها كل صباح للاهتمام بها.
بارك الله في جهودكم، وإلى الأمام دائما يا رب.