السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 30 سنة، أعيش في الدنمارك، وأعاني منذ سنة من تساقط شعري بشكل كثيف، ذهبت للطبيب، وأخبرني بأنها قشرة، ووصف لي نيزورال كل أسبوع مرة لمدة شهر.
أوقفت استعماله لأنه يجعد شعري صار شعري "كالباطون الجامد"، ذهبت إلى طبيب جلدية آخر وقال بأن عندي صلعا، وبعد ذلك صار شعري يؤلمني جدا، وكأن أحدا يشدني من شعري، وحينما أمسك شعري يلتصق بثيابي، وكأنه مغناطيس، وعند فرد شعري يلتصق بكل شيء حولي، وعند لبس الحجاب أو ربط الشعر فإنه يشد من البصيلات، كأن أحد الأشخاص يمسك شعري ويشده، وعندما أتحمم يثقل شعري جدا، ويصبح متجمدا ولا أستطيع الاستحمام، رغم أنني لا أستخدم شامبو ولا أي مواد ضارة، وعند فرد شعري يلتصق في المخدة، أو أي شيء يلمسني، ويتشنج ويثقل، وفيه سخونة، يؤلمني عند مسكه أو ربطه.
احترت ماذا أفعل! لا أستطيع ربطه أو فرده، في النهار أمسك شعري بسبب شدة الألم، أصبحت لا أطيق حياتي، وأنا أعاني بسبب ذلك، أعاني من التعب النفسي.
استفساري لكم: ما هو الشيء الذي يشد شعري ويجعله كتلة واحدة تلتصق؟ زرت الأطباء ولا أحد عرف السبب، وأجريت الفحوصات عند دكتور الأعصاب، وتحليل الدم، ولا جديد، حاولت تليينه بزيت الزيتون، والو فيرا، لكن الأمر في تدهور دائم، لا أعلم ماذا أفعل! نفسيتي متعبة، وخائفة بأنه لا حل لمشكلتي عدا الموت.
أرجوكم ساعدوني، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ vanessia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد أن ما تعانين منه هو بداية للصلع الوراثي Female pattern androgenetic alopecia، كما قال لك الطبيب المعالج، وفي أحوال ليست بالقليلة يكون فقد الشعر مصحوب بألم في فروة الرأس، والجيد أنك قمت بزيارة طبيب للتأكد من عدم إصابتك بأي من الأسباب الأخرى للألم بفروة الرأس، ومنها بعض تسريحات الشعر التي يكون بها ضغط على بويصلات الشعر، وبعض الأمراض الجلدية التي تصيب فروة الرأس، مثل الصدفية، أو التي يوجد بها التهاب بالأعصاب، وكذلك بعض أنواع الصداع الذي يكون مصحوبا بتقلص لعضلات فروة الرأس Tension headache.
مشكلة الصلع الوراثي تستلزم العلاج مبكرا قبل ضمور بويصلات الشعر وحدوث تفريغ لفروة الرأس لا يمكن علاجه بالمستحضرات الموضعية.
العلاج الأمثل والمتاح بشكل واقعي في الوقت الحالي لعلاج الصلع الوراثي هو مستحضر المينوكسيديل الموضعي, وبالتركيز المخصص للرجال 5%، ويجب استعماله بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، ومن المعروف أن الصلع الوراثي مشكلة ممتدة، وتزداد شدته مع مرور الوقت، ولذلك عند التوقف عن العلاج قد تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وربما يسوء مع الوقت، ولذلك يجب استخدامه بالجرعة الكاملة، وبشكل مستمر، واعتباره جزءا من نمط الحياة اليومي، يستخدم بمعدل (6) بخات مرتين يوميا على فروة الرأس وهي جافة، والتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس، حتى لا يضيع على الشعر.
هذا الدواء مصرح له بالاستخدام، ولا يحتاج لوصفة طبية للحصول عليه، وهذا يعني قلة حدوث مشكلات أو آثار جانبية مصاحبة، ولكن قم بقراءة النشرة الداخلية بشكل جيد، وأنصح أن يكون العلاج تحت الإشراف الطبي، لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.
توجد بعض العلاجات الأخرى لعلاج الصلع الوراثي، منها مستحضرات موضعية كثيرة توجد بها مواد تحفز بعض الخلايا داخل بويصلات الشعر، أو تحسن من الدورة الدموية لبويصلات الشعر، و كذلك العلاج الضوئي القليل الطاقة بالليزر، وحقن البلازما، ولكنها ليست مدروسة بالشكل الكافي مثل المينوكسيديل الموضعي.
أنصحك بزيارة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لتقييم مشكله تساقط الشعر عندك، ومعرفة سببها وعمل ما يلزم، واختيار أفضل علاج مناسب لك بعد ذلك.
أتمنى لك السعادة والتوفيق.