السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
مشكلتي باختصار أنني شاب مثل أي شاب في سني تحيط بنا العديد من المشاكل من عدم غض بصر إلى عادة سرية...إلخ، وأنا أعلم أن هذه الأشياء حرام شرعا، ولكني أقع فيها، السؤال هو أنني لا أملك شقة ولا أموالا تعينني على الزواج، بل حتى التفكير في الزواج؛ لأن هناك ظروفا خاصة بأسرتي، وأعطي لهم 60% من المرتب؛ لأن والدي على المعاش، ولي أخوان في المرحلة الثانوية، والآخر في كلية الهندسة.
أفكر في الجنس كثيرا، وأحيانا أمارس العادة السرية، ومن كثرة التفكير في الزواج أصبت بعدم التركيز والاكتئاب! أحاول التغلب على شهواتي بالصيام، ولكن هل سوف أصوم 10سنوات قادمة حتى ييسر لي أمر الزواج!؟
آسف لطول الرسالة، أرجو الرد سريعا، أرجو مساعدتي!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فكل الحوادث مبدأها مـــــن النــــظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهـــام بلا قــــوس ولا وتـــر
يســــــر ناظـــــــــره ما ضـــــــــر خاطـــــره لا مرحبا بســـــرور عــــــاد بالضــــرر
والله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم؛ لأن غض البصر يعينهم على حفظ فروجهم وطهارة نفوسهم، قال تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون))[النور:30]، والمسلم مطالب بالحرص على العفاف حتى ييسر الله أمره قال تعالى: ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله))[النور:33]، والله تبارك وتعالى بمنه وفضله يعين من يطلب العفاف والحلال، ورحم الله سلفنا الأبرار الذين كان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وإنما تأتي المرأة برزقها، وعلينا أن نسعى ونتخذ الأسباب ثم نتوكل على الكريم الوهاب.
والعاقل يجتنب المعاصي، فقد يحرم الإنسان الزرق بالذنب يصيبه، وما عند الله من توفيق وسداد لا ينال إلا بطاعته، وإذا كنت تحمل هم أسرتك فأبشر بالتوفيق والسداد من الله، فإنه من كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته، فكيف بمن يعين والديه!؟ وأرجو أن نعرف أن التفكير في الزواج وشغل النفس بالمستقبل ينبغي أن يكون في حدود معقولة وبصورة لا تؤثر على غاية وجودنا في هذه الحياة، إلا وهي عبادة الله.
ولا شك أن المفيد هو اتخاذ الأسباب واللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، والإكثار من الاستغفار، فإن الله تبارك وتعالى يقول: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))[نوح:10-12]، وكان السلف إذا رغبوا في المال أو الولد أو الغيث أو القوة في الأبدان والبلدان استغفروا الله، فاشغل نفسك بطاعة الله والصلاة، وأكثر من الصيام فإن الله يقول: ((واستعينوا بالصبر والصلاة))[البقرة:45]، واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأحسن من قال:
بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
وقال تعالى: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب))[الطلاق:2-3]، وقال سبحانه: ((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))[الطلاق:4].
وأرجو أن تعرف أن ممارسة العادة السرية تجلب للإنسان مزيدا من الهموم وتأنيب الضمير وتورث العبد أضرارا نفسية وصحية، وتهدد مستقبل حياته الأسرية، وذلك لأنها طريق مخالف لأحكام هذا الدين، وهي لا تشبع لكنها تصيب صاحبها بالسعار، وتؤثر على كل أجهزة الجسم الهضمية، وتورث صاحبها الهزال والضعف والاصفرار ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63]، ومما يعينك على التخلص من هذه الممارسة الخطير ما يلي:
1- الخوف من الله.
2- غض البصر.
3- معرفة العواقب والآثار الخطيرة للعادة السرية، وقد يفشل المدمن لها في حياته الزوجية مستقبلا.
4- تجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الجماعة أبعد.
5- الاشتغال بذكر الله وتلاوة القرآن وطاعة الرحمن.
6- ممارسة الرياضة والأنشطة الأخرى التي تفرغ تلك الطاقات.
7- التقليل من الأكلات الدسمة.
8- الاجتهاد في صلاة الليل، والمحافظة على أذكار النوم فإنها طاردة للشيطان.
9- عدم المجئ للفراش إلا عند الحاجة، والنهوض من الفراش بعد الاستيقاظ مباشرة.
10- مراقبة الله في السر والعلن.
11- الابتعاد عن الأشياء التي تهيج العواطف وتجنب قرناء السوء.
والله ولي التوفيق السداد!