تنتابني أفكار أن دعوتي لن تستجاب..فكيف أتخلص من ذلك؟

0 27

السؤال

السلام عليكم

كيف أقوي يقيني بالله وحسن ظني به؟ مشكلتي هي أني كنت أدعو الله بشيء معين، كانت أمنية منذ ست سنوات، أدعو الله بكل وقت وبكل خشوع وتضرع -ولله الحمد- حتى في رمضان اعتكفت ودعوت لكن ما استجيبت الدعوة، فأصبت باليأس، وسوء الظن، وأني مهما دعوت بشيء فلا يستجاب، لأني أتذكر الدعوة التي دعوت بها ولم تتحقق، وفي نفسي أقول: الحمد لله أنها لم تتحقق، ربما فيها شر.

لقد أصبح هذا الشي يؤثر على دعائي كثيرا، وإذا دعوت أن يحفظني الله من مرض تأتيني أفكار أن دعوتي لن تستجاب، ولن ينجيني الله، فيضيق صدري من هذا الشيء! فكيف أتخلص من هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسن الظن بالله من علامات الإيمان، وضعفه من علامات ضعف الإيمان، فعليك أن تقوي إيمانك بالله من خلال أداء الفرائض والواجبات، والبعد عن المعاصي والمحرمات، وكثرة الذكر والاستغفار، والتسبيح وقراءة القرآن.

يجب الاعتقاد أن الأمر كله بيد الله، فهو المعطي المانع الضار النافع الذي بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

إن ما قدره الله للعبد يكون وما لم يقدره له لم يكن، قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك)، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه سبحانه.

إن استجابة الدعاء لها شروط منها:
- أن يكون مطعمك وملبسك ومشربك حلالا.
-أن لا تدعو بإثم أو قطيعة رحم.
- أن لا تستعجل في الإجابة.
-أن لا تعتدي في الدعاء.

إذا تحققت هذه الشروط في الدعاء فإن الله يعطي العبد إذا دعاه إحدى ثلاث:

إما أن يستجيب له دعوته، أو يصرف عنه من المكروه مثلها، أو يؤخر الله له الاستجابة إلى وقت معين وفق مشيئته وحكمته سبحانه.

على المسلم أن يحسن الظن بالله، ويثق في عدله سبحانه وحكمته، فإن رأى الجواب فالحمد لله، وإن تأخر علم أن الله أراد له الخير في ذلك، ولا يقنط ولا ييأس من الدعاء ولا يقطعه؛ فإن الدعاء عبادة لله سبحانه، يتعبد بها العبد لربه ومولاه، استجاب له عاجلا أو أخر الاستجابة له للوقت المعلوم عنده سبحانه.

كونك كنت تريدين تحقيق أمنية وتدعين الله أن يحققها ولم يستجب لك، فلعل في ذلك خيرا لك، لأن الله سبحانه يعلم حاجة العبد وما يصلحه ويفسده.

عليك بالرضا بالقدر خيره وشره فهو ركن من أركان الإيمان، ولا تلتفتي إلى الخواطر السيئة التي تأتيك حول هذا الأمر، فهي من وساوس الشيطان، واستمري في الدعاء، وإذا جاءك شيء من تللك الوساوس فاستعيذي بالله من الشيطان، واقطعي التفكير فيها، فإنها ستذهب عنك -بإذن الله تعالى-.

كلما ضاق صدرك منها عليك بالتسبيح والذكر؛ فإن التسبيح من أفضل وسائل انشراح الصدر، وعليك بكثرة قراءة القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.

أنصحك بالبحث عن رفقة صالحة من الأخوات، وحبذا لو تسجلين في أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتحفظين ما تيسر منه، وتتعرفين من خلاله على أخوات صالحات، يدخلن عليك السرور، وتقضين معهن بعض الأوقات.

ثقي أن الله لن يضيعك إذا التجأت إليه، وأحسنت الظن به، ففي الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)، وحتى يتحسن ظنك بالله فتفكري ببعض نعمه عليك، واقرئي بعض أسمائه الحسنى، وصفاته العليا، فهو رب كريم عظيم رحيم ودود، يحب التوابين ويحب المحسنين وبحب المتطهرين، وستشعرين بأثر ذلك على نفسك بإذن الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات