بيني وبين خطيبي مكالمات هاتفية بهدف التفاهم، فما رأيكم بالأمر؟

0 248

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 19 سنة، تقدم لخطبتي شاب يشهد الجميع بأخلاقه ومدى استقامته، وافق أبي عليه، وقال له الموضوع الآن بينكما، انظرا إن كنتما متفاهمين أم لا، وقررنا التواصل هاتفيا لفترة لنرى إن كنا مناسبين لبعضنا أم لا.

هذا الشاب يكبرني بسبع سنوات، وكنت أعرفه سابقا، كان سائق الباص التابع لمدرستي، وكنت معجبة به، وانقطعت العلاقة بعد انتهاء فترة الدراسة، وعندما هاتفني أخبرني أنه كان يحمل نفس المشاعر تجاهي، ولم يستطع البوح بها لأنه ذلك الوقت لم يستطع القيام بخطوة رسمية.

استمرت مكالماتنا لمدة شهر تقريبا، شعرت بانسجام وتناغم معه، وهو كذلك.

استشارتي بخصوص هل مكالماتنا الهاتفية في نظر الشرع جائزة أم لا؟

مع العلم أننا ملتزمان بالحدود والأدب، والغرض من المكالمات معرفة وجهة نظر بعضنا، ومناقشة بعض المواضيع، وهل إذا حدثت خطبة رسمية وتقابلت العائلتان، هل هذه الحالة جائزة أم لا؟

علما أننا قطعنا تواصلنا منذ أسبوع خوفا من غضب الله.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – ابنتي العزيزة – ورزقك الزوج الصالح والحياة السعيدة، والحرص على طاعة الله ومرضاته.

- اعلمي أن الخطبة ليست إلا مجرد وعد بالزواج، وهي على أهميتها ليست ملزمة للطرفين (الخاطب والمخطوبة)، فالخاطب أجنبي عن مخطوبته لا يجوز له الاختلاء بها ولا مصافحتها أو الخروج معها، ولا أن تكشف وجهها له أو أي جزء من جسمها بعد الرؤية الشرعية، حتى يتم العقد، وقد صح عند الطبراني: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)، (لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

- وأما بالنسبة للكلام فله ضوابط لا يجوز تعديها, من ذلك أنه لا يجوز أن يتكلما لغير حاجة حقيقية, ولا يجوز أن يكون بالكلام العاطفي الذي يحرك الغريزة؛ سدا لذريعة الوقوع في الحرام (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).

- نعم يجوز الكلام من أجل التفاهم بقدر الحاجة فيما كان لمصلحة النكاح وليس فيه فتنة، ويستحب أن يكون بإذن وليها ليكون أبعد عن الريبة، ويجوز الاتصال بينهما في السؤال عن الحال والعمل وما يهمهما في أمر الزواج، كما يجوز التخاطب بينهما بالمراسلة والمهاتفة، ويجوز التقاء العائلتين وهو مما يسهم في تحقيق التقارب بينهما والمودة وإنجاح العلاقة الزوجية.

- وللاطمئنان والتعرف على شخصية الخاطبين بصورة أكمل فيمكن التحقق من ذلك بعد العقد وقبل الدخول والزفاف، حيث يجوز فيه الخلوة والمصافحة والتوسع في الكلام ونحوه.

- لا شك أن تقوى الله والالتزام بالحدود الشرعية فيها الخير والرحمة والعصمة والبركة وسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) كما أن الحزم والشدة في الاستقامة يزيد الخاطبين ثقة ببعضهما واحتراما مما له الأثر الكريم على علاقتهما الزوجية.

هذا وأوصيكما – سلمكما الله وأسعدكما – بالثبات على الدين ولزوم طاعة الله وذكره وشكره وحسن عبادته.

أسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد والهدى والخير والرشاد، وسعادة الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات