أصيبت أختي بعد حملها ببياض في لسانها وتشك أن يكون سرطانا، فما قولكم؟

0 207

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استشارتي لشقيقتي تبلغ من العمر 27 عاما، عندها طفل يبلغ 4 سنوات، هي الآن حامل في الشهر السابع، ومنذ بداية الحمل أصبح لون لسانها أبيض، وحلمات التذوق في آخر اللسان وعلى الجوانب أكبر من حجمها الطبيعي، وقد قرأت كثيرا في النت، وهي في وسواس وقلق مما قرأت، فهي خائفة أن يكون -أعوذ بالله- سرطانا أو أيدزا، مع العلم أنها أجرت عملية جراحية منذ 8 سنوات، وتم نقل دم لها حينئذ، فما سبب ما حدث في لسانها؟

ملحوظة مهمة: هي الآن تعيش بإحدى الدول العربية الشقيقة مع زوجها، فهل يمكن أن يسمح لها بالدخول إن كان عندها أي من هذين المرضين؟

لقد ذهبت شقيقتي لطبيب باطنية، وأخبرها أنها تعاني من قرحة في المعدة، وسبب لها ما حدث في لسانها، فما علاج القرحة؟ حيث إنها تسبب لها آلاما في المعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك اهتمامك بأختك وحرصك على صحتها، جعل الله -عز وجل- عملك هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة.

إن ابيضاض اللسان له أسباب عدة، منها ما هو بسيط وسهل العلاج، كأن يكون ناجما عن نقص الاعتناء بنظافة الفم والأسنان، أو عن تناول بعض الأدوية، أو عن التهابات الحلق والبلعوم والمعدة، ومنها ما قد يكون هاما وصعب العلاج مثل الإيدز والأورام.

وبالطبع فإن نسبة حدوث الأسباب البسيطة هي الأعلى، أما الأراوم والإيدز فنسبة حدوثها أقل بكثير، وبما أن الطبيب قام بالكشف على أختك فحتما قد قام باستبعاد الأسباب الهامة، أي الأسباب الورمية والإيدز، وبما أن تفسيره كان بأن السبب هو قرحة في المعدة، فلا داعي للقلق إطلاقا من ذلك، لأن هذا السبب يكون من الأسباب السليمة والقابلة للعلاج بإذن الله تعالى.

وعلى الأرجح بأن سبب قرحة المعدة عند أختك هو وجود التهابات في المعدة، ولعلاج القرحة يجب أولا علاج هذه الالتهابات، وهنالك بروتوكول علاجي خاص مكون من مجموعة من المضادات الحيوية يعطى في مثل هذه الحالات، لكن أنصح أولا بأن تقوم أختك بمراجعة أخصائية أمراض هضمية للتأكد من التشخيص، فقرحة المعدة لا تشخص إلا عن طريق التنظير المعدي.

نعم -يا ابنتي- إن الإيدز قد يسبب اللسان الأبيض، لكن هذا الاحتمال مستبعد عند أختك بسبب أن نقل الدم الذي تعرضت له هو حديث العهد نسبيا، أي تم بعد أن أصبح فحص الإيدز يطبق بشكل روتيني على عينات من الدم قبل نقلها، أي أن الدم الذي نقل إليها قد تم فحصه والتأكد من خلوه من الإيدز، كما أن بعض الدول (ومن ضمنها دول الخليج) تشترط عمل تحاليل تثبت خلو الشخص من الأمراض المعدية قبل دخوله إليها.

إذا -يا ابنتي- الخطوة التالية هي أن تقوم أختك بمراجعة أخصائية أمراض هضمية من أجل عمل تنظير للمعدة، وذلك لتأكيد التشخيص وأخذ عينة من القرحة التي شخصت لها، وبالتالي تحديد نوع وطريقة العلاج المناسبة، ويمكن تأجيل ذلك إلى ما بعد الولادة فلا ضرر من ذلك بإذن الله تعالى.

نسأله -عز وجل- أن يديم عليك وعلى أختك ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات