أحب فعل الخير للآخرين وأشعر بالفرح، فهل هذا من الرياء؟

0 154

السؤال

السلام عليكم.

عندما أفعل أي عمل فيه خير ولو يسيرا أشعر بالسعادة داخلي، هل هذا نوع من الرياء؟! وعندما أقوم بمساعدة العديد من الزميلات فى مجال دراستي ولو بشيء بسيط وأشعر بالسعادة، وأقول في داخلي لعل هذا الخير يذهب عني شرا أو يأتي إلي بالخير، فهل هذا نوع من الرياء؟

علما بأن الجميع يحبني بسبب معاملتي ومساعدتي لهم، وأشعر بالسعادة فقط لأني أسعدتهم، وأحب طريقة معاملتهم الجيدة لي، أنا أحب أن أفعل أي عمل فيه خير ولو كان يسيرا، لكي يذهب عني الله الشر ويأتي بالخير لي، ويغيرني للأفضل دائما، فهل هذا شيء طبيعي أم نوع من الرياء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرياء: هو أن يعمل المسلم عملا لا يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى، وإنما يكون قصده أن يراه الناس ويمتدحوه ويثنوا عليه، وهذا هو الشرك الخفي، لأن المطلع على نيته في ذلك هو الله، أما الناس فيظنون عمله لله؛ وقد حذر منه الإسلام؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل لأصحاب ذلك يوم القيامة إذا جازى الناس: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)؟! صححه الألباني.

لذا فالحكم على حالك يختلف بحسب نيتك وقصدك، فإن كانت نيتك في تلك الأعمال خالصة لله سبحانه وتعالى ثم جاءك من آثارها ما ذكرت فلا حرج عليك من ذلك، بل هذا عاجل بشرى المؤمن بقبول أعماله الصالحة، فإن من آثار قبول العمل الصالح انشراح قلب صاحبه وسعادته به.

أما إن كان قصدك بذلك العمل مدح الناس لك وثناءهم عليك فهو رياء، وهو محبط للعمل، فننصحك بإخلاص النية دائما، وجعل أعمالك لله سبحانه وتعالى، وكذا عليك بالاستمرار في فعل الخير والإحسان إلى الناس، ويكون قصدك بذلك كله الامتثال لأمر الله واحتساب الأجر منه سبحانه.

لا شك أن العمل الصالح المقبول والإحسان إلى الناس له آثاره الدنيوية من سعادة وانشراح، وحب الناس للعبد، فليكن همك إخلاص العمل وقبول الله له، وستجدين آثاره في حب الناس لك وتعاملهم الحسن معك، قال الله سبحانه: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾، والود: خالص الحب، أي يحبهم الله ويحببهم إلى خلقه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات