السلام عليكم

زوجتي بعمر 29 سنة، ظهر لديها انتفاخ في أسفل الرأس من الجهة اليسرى، وذهبت إلى طبيب مختص بأمراض الجملة العصبية، وشخص الحالة على أنها تضخم العقدة اللمفاوية في الرأس، وأعطاها العلاج، ولكنها لم تختف العقدة اللمفاوية.

ما هو تشخيصكم لهذه الحالة؟ ولماذا لم تختف من الرأس؟ وهل بقاؤها يشكل خطرا على صحتها، ودلالة على وجود مرض معين؟ وبماذا تنصحنا؟

جزاكم الله عنا خير الجزاء، ووفقكم لفعل الخير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف أن الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية تمثل جزءا مهما من الدورة الدموية لإعادة رشح الخلايا، أو مادة الليمف من جميع خلايا الجسم إلى الدورة الدموية، كأنها تمثل شبكة الصرف الصحي في جسم الإنسان، مع التخلص من الميكروبات الموجودة فيه قبل أن تصل إلى وريد قرب القلب، لتصب في الدورة الدموية لكي تأخذ دورتها في الجسم مرة أخرى؛ ولكل عضو من أعضاء الجسم الأوعية والغدد الليمفاوية الخاصة به, تأخذ سوائله المرتشحة وتعود بها إلى القلب.

لا توجد خطورة من وجود الغدد الليمفاوية المتحركة والموجودة في زاوية الفك وخلف الأذن، وفي الإبط وأعلى الفخذ، فهذه غدد تلتهب مع الأعضاء القريبة منها، وتشفى مع شفائها، وعندما تلتهب ويكبر حجمها لا تعود إلى حجمها الأصلي، بل يظل الحجم الجديد، ولا خوف منها على الإطلاق، ولا يطلق عليها طبيا تضخما.

الغدد أعلى الرقبة وعلى جانب الرأس قريبة من الحلق واللوزتين وفروة الرأس والأذن، وأي التهاب في تلك الأماكن يؤدي إلى التهاب الغدد الليمفاوية في ذلك المكان، ويتحول حجم الغدد الليمفاوية من حجم صغير غير محسوس إلى حجم كبير ومحسوس، ولا خوف منها على الإطلاق، ولا يوجد طبيا ما يمكن عمله لتلك الغدة.

للاطمئنان على عدم وجود ورم متعلق بالغدد الليمفاوية المحسوسة يمكن بكل بساطة عمل تحليل صورة دم CBC والاطمئنان على العد النوعي لكرات الدم البيضاء، والعد الطبيعي ما بين 3 إلى 10 آلاف، وفي حال وجود التهاب فقد يزيد العد إلى أكثر من 15 ألف والعد في حال الأورام يزيد كثيرا حتى يصل أكثر من 100 ألف فلا قلق إن شاء الله.

في حال وجود التهاب يمكن للزوجة تناول مضاد حيوي مناسب مثل كبسولات klacid 500 mg مرتين في اليوم لمدة 7 - 10 أيام مع تناول مسكن مناسب، وسوف يقل حجم الغدد كثيرا ويقل الألم المصاحب لها ولكن لن تختفي كما ذكرنا.

وفقك الله لما فيه الخير.