السؤال
السلام عليكم
دكتور أرجو مساعدتي فقد ضاقت بي السبل.
أنا شاب أعاني من الخوف الاجتماعي، وحالة من الانسحاب العاطفي، وتشوش التفكير والاكتئاب، ورغم أنني قارئ، وعندي ثقافة ممتازة، إلا أنني لا أتذكر أي شيء عند الدخول في نقاش مع أحد، ويصبح عندي حالة من عدم الحضور الذهني.
كما أنني أعاني من الخجل عند أي تفاعل مع أي شخص، فكيف أتخلص من هذه المعاناة؟
جربت دواء الزولفت لمدة سنة، تحسنت إلى حد ما، ولكن بعد تركه أصبت بحالة من القلق الدائم، وجربت بروزاك ولم أستفد منه، وارتحت على دواء الدوكميل قليلا، لكنه كان أشبه بالمسكن الموضعي، وله آثار جانبية لم أحتملها.
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ radi حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
دائما أفضل شيء لعلاج الخوف الاجتماعي، وبالذات إذا كان بدأ في شكل خجل، هو العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، وليس العلاج الدوائي فقط، العلاج النفسي يتمثل في العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتكون من عدت جلسات أسبوعية لمدة ساعة، ومن خلالها تطرح لك مهارات معينة لتنفيذها في الحياة العملية، ثم بعد ذلك تراجع الطبيب لما حصل في الأسبوع المنصرم، ثم يقدم لك توجيهات أخرى وهكذا. وهذا أفضل من العلاج دوائي لوحده.
الشيء الثاني: طالما تحسنت على الزوالفت فلم غيرته؟ هذا العلاج -يا أخي الكريم- لا يسبب إدمانا، ويمكن أن يستمر عليه الشخص حتى ينقضي أو تنتهي الأعراض ثم بعد ذلك يسحبه بالتدرج، أما البروزاك فهو فعال في الاكتئاب والوسواس القهري، ولكن ليس له نفس الفاعلية في علاج الرهاب الاجتماعي.
حسنا ما وصفته عن الدوجماتيل؛ فالدوجماتيل هو في الأساس مضاد للذهان، ولكن يستعمل كمهدئ ومضاد للقلق، وبالذات الأعراض الجسدية للقلق، وله آثار جانبية شديدة، وبالذات بخصوص المشاكل الجنسية وزيادة الوزن، وهو ليس علاجا للرهاب الاجتماعي على الإطلاق.
إذا: إما أن ترجع إلى الزوالفت مع العلاج السلوكي المعرفي، أو أن تستعمل إحدى الأس أس أر أيز الأخرى، مثل الزيروكسات، أو السبرالكس، كل هذه مفيدة لعلاج الرهاب الاجتماعي مع العلاج السلوكي المعرفي، ويجب أن يكون كل هذا -يا أخي الكريم- تحت إشراف طبيب نفسي، والمتابعة المستمرة معه، فهو الذي يحدد مدى التقدم ويحدد ما هو الدواء الذي يجب أن تستمر عليه، والجرعة التي تستمر عليها ومتى يتوقف العلاج.
وفقك الله، وسدد خطاك.