السؤال
السلام عليكم.
إخواني القائمين على اسشارات الشبكة، أرغب باستفساركم حول موضوع أمراض القلوب وأمراض النفس، ما الفرق بينهما؟ وهل الاكتئاب بسبب كثرة المعاصي؟ وإن كان كذلك، فما علاج كل واحدة من هذه الأمراض؟
أرجو التفصيل من طرف المشايخ والأطباء النفسيين، ولكم الأجر والثواب عند الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجعلنا وإياك من أصحاب القلوب السليمة، ومن الذين يسلكون سبيل المؤمنين الصادقين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن العلماء يقررون أن هناك فارقا كبيرا بين أمراض القلوب وأمراض النفس، وسأذكر لك بعض هذه الفوارق والأمراض، والله الموفق.
أولا: أمراض القلب:
ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- أن مرض القلب نوعان:
1- نوع لا يتألم به صاحبه في الحال، كمرض الجهل، ومرض الشبهات، والشكوك، ومرض الشهوات، وهذا النوع هو أعظم النوعين ألما، ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم؛ لأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم، وهذا أخطر المرضين، وعلاجه يكون بالشرع فقط.
2- مرض مؤلم له في الحال، كالهم والغم، والحزن، والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية كإزالة أسبابه، أو العلاج بما يضاد تلك الأسباب.
ثانيا: أمراض النفس:
أمراض النفس كثيرة، ومنها ما يلي:
القلق، والفوبيا، والمخاوف الشاذة، وتوهم المرض، والوسواس القهري، والاكتئاب، والوهنة أو الضعف، والهستيريا.
فالاكتئاب أحد الأمراض النفسية، وهو عبارة عن تغير النفس وانكسارها من شدة الهم والحزن إذا استمر وطال وقته، وأسبابه عادة ما تكون إما أمراض عضوية، أو وراثية، أو كيميائية، أو مصائب دنيوية، ويلعب الإيمان دورا في الحد من استجابة الإنسان للاكتئاب، أو خفض درجة الإصابة به، بحيث يصل بالنفس إلى مرحلة الاتزان التي لا نقص فيها ولا يأس من رحمة الله، ومما لا شك فيه أن المعاصي قد تلعب في إصابة الإنسان ببعض مظاهر الاكتئاب، حيث أن أثر المعاصي على القلب عظيم، إذ تورثه بعض القساوة والظلمة، بل قد تكون سببا في موته.
وأما عن علاج الاكتئاب، فإنما يكون بمراجعة الأطباء النفسانين، مع معرفة وتحديد المعاصي، والإقلاع عنها، مع الإكثار من التوبة والاستغفار، والدعاء بالعافية والمعافاة في الدين والدنيا.
وبالله التوفيق.