السؤال
السلام عليكم
أنا طالب جامعي، وبعمر 23 سنة، قبل 5 أشهر عانيت من صداع في رأسي استمر ليومين، وعند مراجعة طبيب الأسرة وجد أن ضغطي 140/90 وطلب مني مراجعة طبيب أخصائي، وعند مراجعتي للطبيب الأخصائي تم تشخيص حالتي على أنها ارتفاع في الضغط وتسارع في نبضات القلب، وأخبرني أنها من التوتر وجهد الدراسة؛ لأني كنت أسهر كثيرا وأشرب القهوة والأرجيلة ووزني زائد، ووصف لي الدكتور كونكور 2.5 وطلب مني إجراء حمية والتوقف عن الأرجيلة، وفعلت ما طلب مني الدكتور.
بعد شهر وعند مراجعتي لطبيب الأسرة لأمر آخر وجد ضغطي 160/100، فطلب مني أخذ كونكور 5، وطلب مني بعض الفحوصات فكانت كلها سليمة، ما عدا فيتامين (د) و ب12 والحديد، ووصف لي بعض الأدوية لعلاج النقص، وبعد مرور شهرين بدأ الضغط بالنزول، لكنه كان غير منتظم، فعند عودتي من الجامعة يكون 150/100 أو 130/90 ، وبعد نصف ساعة يهبط الى 120/80 ، ويستمر حتى يصل أحيانا إلى 100/60، وأحيانا يرتفع مرة أخرى، أي أنه غير منتظم، ومع وجود تسارع لمدة قصيرة يصل إلى 75 نبضة في الدقيقة، ويستمر أحيانا لعشر دقائق خاصة عند النوم، وأشعر أحيانا بوجع في صدري خصوصا الناحية اليسرى، وأحيانا يصبح النبض قويا (أشعر به وأنا جالس) وأحيانا أشعر بوهن بيدي (لا أستطيع القبض عليها بقوة).
بعد ذلك قمت بمراجعة طبيب أخصائي آخر، عمل تخطيطا لي وتصويرا بالإيكو، وقال بأن كل شيء سليم، لكنه يعتقد بوجود ماء حول القلب، وطلب مني بعض الفحوصات (كلى، غدة،..) وصورة طبقية، كانت كلها سليمة، حتى الصور أظهرت بأنه لا يوجد ماء حول القلب، بل إنها سماكة بالجدار، وقال بأنها طبيعية ولا داعي للقلق، ووصف لي كونكور بلس.
أنا قلق من السماكة التي ظهرت بالتصوير، وقلق من دواء الضغط، فهل أتناوله؟ وهل أنا مصاب بارتفاع الضغط أم أنه توتر وجهد وسيزول؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد يرتفع الضغط نتيجة للتوتر وللقلق ونتيجة للتعرض للضغوط النفسية، بالإضافة إلى الخوف والقلق أثناء التواجد في عيادات الأطباء، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط، ويسمى الارتفاع في تلك الحالة White coat hypertension أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو الأبيض كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى أدرينالين الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط.
للتأكد من حقيقة ارتفاع الضغط يجب حمل جهاز هولتر لقياس ضغط الدم، ويتم حمله لمدة أربعة وعشرين ساعة، ويقيس الضغط كل نصف ساعة تقريبا أو أقل وهو جهاز صغير الحجم يعمل بالبطارية، يقوم أتوماتيكيا بقياس الضغط، ويسجل كل تلك القراءات، ومن خلالها يمكن معرفة إذا كنت مصابا بارتفاع ضغط الدم أم أن الموضوع حالة توتر وانفعال زائد، وفي حال عدم وجود مثل ذلك الجهاز يمكنك على الأقل قياس الضغط في المنزل، إما باقتناء جهاز ضغط، أو بمعرفة طبيب، أو ممرض صديق صباحا قبل التوتر والقلق وقبل القهوة والشاي وقبل التدخين إذا كنت مدخنا، وبهذه الطريقة يمكن تحديد هل أنت مصاب بارتفاع ضغط الدم من عدمه.
لا يعتبر نبض 75 نبضا متسارعا إلا لو تخطى ال 100 نبضة في الدقيقة، وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى تسارع النبض، ومنها فقر الدم، وممارسة الرياضة والتوتر والخوف والتدخين، وارتفاع درجة الحرارة، وشرب الكحول والمخدرات، والمنبهات من القهوة والشاي، والنشاط الزائد في وظائف الغدة الدرقية، ونلاحظ ان كل الأسباب السابقة ليس لها علاقة مباشرة بالقلب بل بأعضاء الجسم المختلفة.
أرى أن تعيد الحسابات مع نفسك، وتعيد تغيير نمط حياتك، وتقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية البسيطة مثل فحص صورة الدم، وفحص فيتامين (د)، وفيتامين KB12 وفحص وظائف الغدة الدرقية، وتقلل من المنبهات، وتنأى بنفسك عن الكحول إذا ابتليت بذلك - لا قدر الله- وتتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي؛ حيث أن أمراض التوتر والقلق والخوف المرضي من الأمراض تؤدي إلى تلك الأعراض، وتناول الأدوية التي تساعد في ضبط هرمون سيروتينين يساعد في ضبط الحالة المزاجية والنفسية، ويعالج التوتر، وبالتالي يعالج تسارع نبض القلب إن شاء الله، ولا مانع من إعادة تصوير الإيكو أو التصوير الطبقي للقلب لمتابعة مسألة السماكة، ولا أظن أن لها دلالة طبية.
وفقك الله لما فيه الخير.