السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاني من أفكار تدور في رأسي وحيرة وعدم قدرة على اتخاذ قرار، فمن بين 6 أفكار كل يوم أو كل ساعة أختار فكرة، مثلا اليوم اخترت أن عبادة الله أهم شيء، فأبدأ بتجهيز نفسي لعبادة الله، وبعدها بساعة أتراجع وأختار هدفا آخر، مثل المال أو الدراسة أو غيره.
كما أعاني من القلق والخوف والتوتر من التعرض لمشكلة عند الخروج من المنزل، كأن أصدم أحدا بالسيارة مثلا.
تم تشخيص حالتي بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ووصف لي ولمدة 10 أيام:
abilify 30 ورفعت الجرعة من تلقاء نفسي إلى 45
depakine chrono 1500 حبة صباحا وحبتين مساء.
Seroquel 75 وقد رفعت الجرعة إلى 200 من تلقاء نفسي.
وأعتقد أني أعاني من مرض الوسواس القهري أيضا، فما رأيكم؟ هل أعاني الحالتين؟ هل تصرفي صحيح في رفع الجرعة؟ علما أني لم أستفد كثيرا من الأدوية، إذا كنت مصابا بالوسواس القهري فما أفضل دواء لا يتعارض مع أدويتي؟ علما أني راجعت غير طبيبي المعالج، ووصف لي الرسبيردون وارتفع عندي ck ولم أستطع المشي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية اسم لمرض يصيب مزاج الشخص، وعادة يأتي إما في شكل نوبة اكتئاب، حيث تكون كل أعراض المرض هي اكتئاب نفسي، وصعوبة في النوم، وفقدان للرغبة، وبكاء، والاكتئاب النفسي نفسه قد تكون من بين أعراضه أعراض وسواسية، أو أعراض قلق. ثلث الأشخاص الذين يصابون باكتئاب نفسي يكون عندهم أعراض قلق، وأيضا أحيانا الوسواس القهري قد يكون جزءا من الاكتئاب النفسي، وهنا تكون الأعراض وسواسية.
أيضا الاضطراب الوجداني قد يكون في شكل نوبة هوس، ونوبة الهلاوس هي انشراح في المزاج، حركة كثيرة، عدم نوم، وشعور بالعظمة وبأن الشخص يمتلك قدرات كبيرة.
وأحيانا قد تكون النوبة مختلطة، بها بعض أعراض الاكتئاب النفسي وبعض أعراض الهوس، وهذه ليست كثيرة، إما أن تكون النوبة عادة اكتئابا أو هوسا.
ومن وصفك قد تكون أنت الآن تعاني من نوبة اكتئاب –أخي الكريم– ونوبة الاكتئاب –كما ذكرت– قد يكون بها قلق، وقد يكون بها وساوس، ويجب أن نأخذ هذا في الاعتبار، لأننا دائما يجب أن نذهب إلى تشخيص واحد وليس إلى تشخيصين إلا فيما ندر.
الشيء المهم علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يكون بمثبتات المزاج، وأنت طبعا تتناول الآن مثبت مزاج جيد، هو الـ (دباكين)، والـ (إبليفاي) أحيانا أيضا يكون مثبتا للمزاج، وكذلك الـ (سوركويل).
لذلك أرى –أخي الكريم– أن تتواصل مع طبيب نفسي، ولا تزيد وترفع جرعة الأدوية من نفسك، لأن الاضطراب الوجداني بصراحة يحتاج إلى مراجعة مع أخصائي أو استشاري للطب النفسي، لأنه يعرف متى يتدخل وكيف يتدخل، ومتى يكتب مثبتات للمزاج وبأي جرعة، ومتى يضيف مثبت للمزاج آخر أو ثان، ولذلك أنصحك بالمتابعة اللصيقة والمستمرة مع الطبيب النفسي، ولا تأخذ أدوية من نفسك – أخي الكريم – وكما قلت لك: حتى الوسواس القهري أو الأعراض الوسواسية قد تكون جزءا من الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي قد يكون جزءا من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، والعلاج يكون في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهو مثبتات المزاج، وعندها لا تحتاج إلى علاج آخر للوساوس، كلما تحكمت في الاضطراب الوجداني تحكمت في الاكتئاب وبالتالي تحكمت في الوسواس.
وفقك الله وسدد خطاك.