السؤال
السلام عليكم.
عمري 29 عاما، وأعاني من البطالة في بلدي منذ 8 أشهر تقريبا؛ بسبب الأحوال الاقتصادية والسياسية، فلم أجد وظيفة توفر لي دخلا أستطيع من خلاله الزواج، وتأمين العيش الكريم، ولدي أخوان أكبر مني سنا متزوجان، ويعملان خارج البلاد منذ 3 سنوات، وخلال هذه المدة وحتى الآن لم يأتوا إلى بلدنا ولو للزيارة.
ولدي أخت متزوجة، وتعيش معنا في نفس المنطقة، وتأتي للزيارة كل يومين تقريبا، حاولت إقناع والدي بالسماح لي بالسفر بسبب هذه الظروف ولكنهم رفضوا فكرة السفر؛ لخوفهم من العيش بمفردهم وهم بعمر الستين تقريبا.
مع العلم أنهم والحمد لله بصحة جيدة، فهل يجوز لي السفر دون موافقتهم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أن طاعة الوالدين والبر بهما واجب افترضه الله تعالى على الأولاد، قال سبحانه: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما﴾.[الإسراء: ٢٣]
وكونك تحتاج إلى العمل لظروفك التي ذكرت إلا أن حاجة والديك إليك مقدمة على ذلك خاصة وهما في هذا السن، ولا يوجد غيرك معهما، لذا يجب عليك أن تحتسب الأجر في الجلوس بجوارهما، والعناية بهما، والقيام بحقهما، بل احمد الله تعالى على هذه النعمة وهي برك بوالديك التي خصك الله بها دون سائر إخوانك، فإن التوفيق بيد الله يمنحه من يشاء من خلقه، فإن بر الوالدين وطاعتهما والقيام بحقوقهما باب من أبواب الجنة يوشك أن يغلق بموتهما، فكن حريصا على الاستفادة من بقائك معهما لعل الله أن يرزقك الدخول إلى الجنة من هذا الباب.
ويمكن أن تبحث عن عمل قريب من سكنهما بحيث تجمع بين حاجتك والقيام بحق الوالدين، وإياك والتفكير بالسفر بدون أذنهما فيسخطان عليك، وربما يدعوان الله عليك فتخسر الدنيا والآخرة.
وننصحك بإخلاص النية في البر بهما، وترك التضجر والتحسر على عدم سفرك حتى يكتب لك الأجر والثواب.
وثق أن الله لن يضيعك إذا قمت بواجب والديك بإخلاص؛ لأنك في طاعة أمر الله بها، ومن اشتغل بطاعة الله وتنفيذ أمره فلن يضيعه الله سبحانه.
أسأل الله أن يوفقك، وييسر أمرك.