ما الذي يسبب الحمل خارج الرحم؟ وكيف نتجنب حدوثه مرة أخرى؟

0 261

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من استشارات.

أنا شاب متزوج، وزوجتي تم عمل عملية استئصال لقناة فالوب اليمنى لها منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وذلك بسبب وجود حمل خارج الرحم.

زوجتي تبلغ 31 سنة، ولدينا طفل كانت تقوم بإرضاعه ثم فطمته بعد العملية، وهذه هي أول مرة يحدث فيها حمل خارج الرحم، وتمت الولادة الأولى لطفلنا بشكل طبيعي.

ونحتاج لفهم بعض الأمور:
1- الطبيب يخبرنا أنه تم الإبقاء على المبيض الأيمن، أي أنه تم استئصال القناة اليمنى فقط بدون المبيض المرتبط بها.

كيف نتأكد أن كلام الطبيب صحيح، خصوصا أن العملية تمت في مستشفى حكومي ولم تكن مستوى الخدمة فيه بالقدر المطلوب، وربما استأصلوا أشياء أخرى غير قناة فالوب ونحن لا ندري، فكيف نتأكد من ذلك؟ وهل نجري أشعة لرؤية الرحم من الداخل أم ماذا نفعل؟

2- لو المبيض الأيمن لا زال موجودا كما أخبرونا، فهل هناك طريقة لوصول البويضات منه إلى الرحم غير المرور عبر القناة المستأصلة؟ وهل يمكن للبويضة الخارجة من المبيض الأيمن أن تصل إلى قناة فالوب اليسرى؟ وكيف؟ وإذا لم يكن ذلك ممكنا فأين تذهب البويضات الخارجة من المبيض الأيمن؟ هل تسبح داخل الجسم بعيدا عن الرحم؟

3- نريد أن نفهم الآلية التي تترابط فيها أجزاء الرحم؟ أي هل المبايض وقنوات فالوب ملتصقة مع الرحم جميعا بحيث لا يمكن استئصال جزء منها دون استئصال الآخر؟ أم ليس بالضروري ذلك؟ أي هل يمكن استئصال الرحم فقط مع الإبقاء على المبايض والقنوات؟

وبالنسبة للمبيض الأيمن الموجود الآن: كيف يلتصق الآن بالرحم مع غياب قناة فالوب؟ هل هو معلق وحده داخل البطن أم ماذا؟

4- هل وجود المبيض وعدم استئصاله يعني أن هرمونات الأنوثة ستظل تفرز بدرجة كاملة؟ وكيف تعمل هذه الهرمونات وكيف تؤثر؟ وهل استئصال القناة لا يؤثر على ذلك؟ أي هل تخرج الهرمونات الآن من المبيض وتنتشر في الدم حتى بدون وجود القناة؟

5- هل وجود نقص في هرمونات الأنوثة يعني بصفة عامة فقدان الأنثى لصفاتها المميزة لها عن الذكر؟ أم ماذا يعني؟

6- نحن لا نستخدم اللولب ولا أي وسيلة لمنع الحمل؟ فلماذا حدث الحمل خارج الرحم؟ مع العلم أن زوجتي تعاني باستمرار من التهابات وفطريات عند المهبل؟ فهل لها دور في ذلك؟ وكيف نأخذ بالأسباب التي تمنع من حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى؟

علما بأن الحالة الصحية العامة لزوجتي ليست على ما يرام، فهي ضعيفة ونحيفة وتعاني من الأنيميا.

7- هل وجود قناة واحدة لفالوب الآن يعني أن نسبة حدوث الحمل أصبحت أقل للنصف؟ وهل ستأتي الدورة الشهرية كل شهر كما كانت أم كل شهرين؟ ولماذا زوجتي تعاني باستمرار من اضطراب في مواعيد الحيض حتى قبل إجرائها للعملية علما بأنها كانت ترضع طفلنا الصغير؟ فهل الرضاعة لها دور في اضطراب الحيض؟

8- هل فتح زوجتي لبطنها في هذه العملية سيمنعها في المستقبل من الولادة الطبيعية؟

9- توجد آثار لمياه داخل البطن بعد العملية وحتى الآن، بمعنى أن البطن (منتفخة) فهل هذا طبيعي؟ كما أن المنطقة التي تم حقنها بالبنج (المخدر الموضعي) ما زالت إلى الآن متأثرة بالبنج، أي لا يوجد فيها إحساس؟ فهل هذا طبيعي أيضا؟

ونكون شاكرين لحضراتكم إذا تمت الإجابة على كل النقاط الواردة فيها بالتفصيل حتى نفهم، فغرضنا من هذه الاستشارة غرض تعليمي بحت وليس لوصف علاج.

وجزاكم الله خيرا كثيرا، ونفع بكم وأثابكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامة زوجتك, ونسأله عز وجل أن يحفظ لك طفلك الجميل وأن يجعله قرة عين لك.

سأجيب على تساؤلاتك بالتسلسل لعل في ذلك الفائدة, بإذن الله تعالى.

1- نعم, من الممكن رؤية المبيض الأيمن بوضوح شديد بالتصوير التلفزيوني سواء تم عن طريق البطن أو عن طريق المهبل, ورؤيته ستكون دليلا مؤكدا على أنه موجود ولم يستأصل.

2- إن المبيض الأيمن سيستمر في تطوير البويضات, وستتمكن هذه البويضات من السباحة في جوف البطن؛ لأن جوف البطن يحوي دوما على كمية قليلة من السائل، والوصول إلى الأنبوبة اليسرى والدخول منها إلى الرحم, أي من الممكن حدوث حمل من بويضة خرجت من المبيض الأيمن رغم غياب الأنبوبة اليمنى.

3- لا يوجد اتصال مباشر بين الأنبوبتين وبين المبيضين, لكن حواف الأنابيب قريبة جدا من المبيضين ولذلك فإنها عادة ما تلتقط البويضة الخارجة من المبيض الذي بنفس الجهة, والمبيضين يتصلان مع الرحم بغشاء رقيق, لكنهما يتصلان برباط قوي مع جدار الرحم, لذلك يمكن القول بأنهما معلقان في جدار البطن, وبالتالي يمكن استئصال المبيضين أو الأنابيب أو الرحم كل على حدة, كما يمكن استئصالها كلها معا, وما يحدد ذلك هو الحالة المرضية.

4- نعم, إن بقاء المبيض يعني بقاء الهرمونات المفرزة منه, فالمبيض يفرز هذه الهرمونات إلى الأوعية الدموية مباشرة وليس إلى الأنابيب أو الرحم, ومن تلك الأوعية تذهب هذه الهرمونات إلى كل أنحاء الجسم، وتعطي مفعولها هناك.

5- إن استئصال مبيض واحد لا يؤثر على هرمونات جسم الأنثى إطلاقا؛ لأن المبيض الآخر سيقوم بتعويض الهرمونات الناقصة, لكن استئصال كلا المبيضين معا سيؤدي إلى نقص الهرمونات وحدوث بعض الأعراض عند السيدة, يشبه ما يحدث عند بلوغ السيدة سن انقطاع الدورة أو سن الأمل.

6- إن أسباب الحمل خارج الرحم متعددة, ومنها ما يكون بسبب وجود التهابات قديمة أثرت على بطانة الأنابيب, ومنها ما يكون بسبب تداخلات جراحية قديمة على جوف البطن كاستئصال الزائدة أو المرارة أو غير ذلك, أو وجود التصاقات حول الأنابيب من أي سبب كان, لكن في كثير من الحالات يكون كل شيء طبيعي، ولا يتم التوصل إلى سبب, لكن الشيء المؤكد هو أن الالتهابات الفطرية لا تسبب الحمل خارج الرحم.

7- بالنسبة لزوجتك فالاحتمال المرجح هو الإرضاع؛ لأن الإرضاع يؤدي إلى كسل في حركة الأنابيب, وبالتالي يرفع من نسبة حدوث الحمل خارج الرحم.

8- إن عملية فتح البطن التي تم عملها لزوجتك لن يكون لها تأثير على طريقة الولادة في الحمل القادم؛ لأنه لم يتم الاقتراب فيها من الرحم، ولم تؤثر عليه, فالجراحة على الرحم هي التي تؤثر على طريقة الولادة مستقبلا.

9- إن وجود بعض السوائل في جوف البطن هو أمر طبيعي, وهذه السوائل تكون أكثر بعد التداخل الجراحي على البطن, وذلك لأن هنالك خيوطا وغرزا مكان العملية, والالتئام سيأخذ بعضا من الوقت, وستقل هذه السوائل تدريجيا مع الوقت بإذن الله تعالى.

ولم يتبين لي ماذا قصدت بالتخدير الموضعي, فأين تم تطبيق هذا التخدير لزوجتك؟ لأن عملية الحمل خارج الرحم تتم عادة إما تحت التخدير العام أو التخدير النصفي ولكن ليس التخدير الموضعي.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليكم ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات