السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد تواصلت معكم، وكنت خائبة ومتضايقة، بسبب ظروفي، وبعد توكلي على الله ثم الاستعانة بوصفتكم بالاستشارة رقم (2311683) والتقيد بها... أنا في آخر أشهر من تناول العلاج، الحمد لله، ثم الشكر لكم، لقد تحسنت كثيرا وكثيرا، وأصبحت قنوعة وراضية بما قدر الله لي، وأصبحت أظن ظن الخير بمن حولي، عكس ما كان قبل العلاج!
أصبحت متفائلة جدا، وتحسنت حتى حالتي الجسدية بعد ما أيقنت أن الثأثيرات كانت بسبب حالتي النفسية، ولكن تراودني في معظم الأحيان ضيقة وندم، وملامة لنفسي قبل موعد الدورة الشهرية بأسبوع، وأصبحت عصبية ومتنرفزة، وانزعاج في النوم.
قبل العلاج كانت هذه الفترة أصعب مراحل أيامي، ولكن بعد العلاج قلت السلبيات قبل موعد الدورة، و أردت أن أطمئنكم على وصفتكم التي هي أكثر من رائعة، وأتمنى بعد انتهاء العلاج والتوقف عنه أن أستمر هكذا، بإذن الله.
أرجو منكم تعداد التوقعات التي ستظهر علي بعد توقفي عن العلاج، وهل يمكنني الاستمرار بالعلاج لفترة أطول أو فترات وقت اللزوم، علما أن هناك عصبية وراثية، وظروفا صعبة قليل في محيطي العائلي.
شكرا جزيلا لما قدمتم لي من خدمة إنسانية عظيمة، وأتمنى لكم الخير ورضى ربي عني وعنكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونأسف على التأخير في الرد على استشارتك.
أنا سعيد جدا أن أعرف أنه - وبفضل من الله تعالى - قد تحسنت أحوالك، ومن الواضح أن حياتك النفسية والاجتماعية والأسرية أصبحت إيجابية جدا، وهذا أمر يسر له الإنسان، وأنا دائما أؤكد أن الإنسان حين ينعم الله تعالى عليه بمثل هذا التحسن ويصل إلى مستوى صحي نفسي يجعله مطمئنا، يجب أن يبني على ذلك من أجل المزيد من التحسن، لأن العملية أصلا هي عملية تراكمية، إن كانت البدايات صحيحة وجيدة فإن شاء الله تعالى تكون النهايات أيضا جيدة وسعيدة.
لا أريدك أبدا أن تعيشي تحت القلق التوقعي، بمعنى: ماذا سيحدث إذا توقفت عن الدواء؟ حين تهيمن عليك مثل هذه الأفكار قولي لنفسك (أنا قد تحسنت فلماذا أتشاءم؟ لماذا لا أعيش المستقبل بقوة وأمل ورجاء؟ وحتى إن حدث أن أصابتني هفوات أو انتكاسات يسيرة سأتجاوزها، وإن أحكمت علي هذه الانتكاسات فسوف أتناول العلاج الدوائي) وهذا الاحتمال الأخير بسيط جدا.
تعاملي مع الأمور على هذه المنهجية، وأريدك أن تحسني إدارة وقتك، هذا مهم جدا، لأن حسن إدارة الوقت تؤدي إلى حسن إدارة الحياة، وحسن إدارة الحياة قطعا تنعكس علينا إيجابيا على الصحة النفسية والأسرية والاجتماعية.
لا تنزعجي، والتوترات التي تحدث قبل الدورة أرجو ألا تتوقعيها، لأن الجانب النفسي موجود فيها، حتى وإن كانت هرمونية، لكن كثيرا من النساء قد يكن في انتظار هذه الأعراض لتأتي، أعرف من يحسبن الأيام - بل الساعات - لوقت الدورة، ومن ثم تبدأ تختمر لديهن فكرة أن أعراض القلق والتوتر سوف تأتي.
أنا لا أنكر وجودها، لكن قطعا توقعها يزيد من فرص حدوثها، وتجاهلها يقلل من ذلك، وهناك أشياء جيدة للتخلص من هذه الأعراض إن أتت، أهمها ممارسة الرياضة، والنوم الليلي المبكر، وممارسة التمارين الاسترخائية، والإكثار من الاستغفار، وجدناه أيضا مفيدا ومفيدا جدا في مثل هذه الحالات.
أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو ألا تنزعجي، الأمور إيجابية، اجعلي هكذا توقعاتك، نمط حياتك هو الذي سوف يحدد تقدمك العلاجي، ومنع الهفوات والانتكاسات، وأود أن أطمئنك تماما: حتى وإن رجعت للعلاج الدوائي فهو علاج سليم وفاعل وغير إدماني، ولا يؤثر سلبا على الهرمونات النسائية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأنا أيضا أتمنى لك الخير بل كل الخير والرضا، ونسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين العافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة.
شكرا أيتها الابنة الفاضلة.