الرهاب الاجتماعي دمر حياتي العلمية والعملية

0 201

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، أرسلت لكم مشكلتي بالتفصيل في السابق، وكان ردكم أنني أعاني من بعض الاكتئاب والقلق، والتوهان النفسي، والرهاب الاجتماعي، وأنه يجب علي أن أمارس حياتي بشكل عادي، وقد حاولت ذلك فعلا، ومقاومة ما أعانيه، وبحثت عن الرهاب الاجتماعي، وعرفت أنه يختفي بالمواجهة تدريجيا، كما عرفت أن الاكتئاب والقلق حلهم مقاومة الأفكار السلبية، وحاولت تطبيق ذلك لمدة شهر، ولكنني فشلت -للأسف-.

عند المواجهة كنت ألاحظ أن الأعراض التي تظهر على جسمي كالرعشة والسخونة كانت مضاعفة، وأعصابي تبقى مشدودة، والإحساس بالنوم والخمول يسيطر علي حتى أنسحب من الموقف، بعدها بدأت الأعراض تختفي، وكنت أتعامل مع الآخرين، ولكن جسمي كان يتأثر جدا، ولم أستطع التركيز في الدراسة، ولا أستطيع عمل أي شيء، ولم أعد أبحث عن الحلول.

الخمول والكسل في جسمي، وقلة الهمة، هذا هو وضعي حاليا، والإحساس بالثقل في أبسط الحاجات اليومية، والنوم المبالغ فيه أحيانا، والنوم القليل لعدة أيام أحيانا أخرى، ويلازمني القلق طوال الوقت، وأقل ضغط أو مشكلة من مشاكل الدراسة تجعلني منهارة.

كان الرهاب يقتصر على أناس تربطني بهم مشاكل، ولكن الأمر تطور وأصبح مع جميع الناس، كما أشعر أن تفكيري مختل، فأفكر بحاجات عظيمة وكبيرة جدا أرغب بالوصول لها، بالمقابل لا أعرف كيف أنجح في الدراسة العادية، فهل هذا طموح أم وهم؟

وضعي في الدراسة أصبح صعبا، وقد أخسر دراستي في الجامعة، حاولت التحدث مع من هم حولي فلم أجد من يستوعب كلامي، وكل تفكيرهم أن الالتزام الديني هو الحل للمشكلة، ولا أرغب بالذهاب للطبيب النفسي أبدا، وأريد منكم فقط المساعدة في تفسير واجتياز حالتي، ولو بشكل مؤقت حتى لا أخسر دراستي، حيث أنني لا أذهب للجامعة، وليس لدي أصدقاء، وأبقى طوال الوقت في غرفتي.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asmaa حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا شك أن ما وصفت في سؤالك حالة صعبة، ومن الواضح أنك حاولت جاهدة التخلص من هذه الحالة النفسية، وأنه حصل بعض التحسن بعد شهر من المحاولة، إلا أن الأمور انتكست من جديد، أو اشتدت بعض جوانبها، حتى وصلت للحالة التي سميتيها أنت بالاستسلام.

في علاج أي مرض أو اضطراب، سواء بدني جسمي أو نفسي، لا بد من أمرين من أجل علاجه والتخلص منه:

الأول، روح المقاومة والرغبة في العلاج، وعدم الاستسلام، وإلا فالكلمة النهائية للمرض ليسيطر على كامل المشهد، وهذا واضح من التأثيرات الكبيرة التي حدثت لحياتك جراء هذه الحالة النفسية من الرهاب والاكتئاب وغيرهما، والذي انضاف إليه تأثير الاستسلام.

وثانيا، لا بد من العلاج، فعندما نصاب بمرض في القلب نذهب لأخصائي قلب، وعندما نصاب بمرض في الكلية فبالطبع نذهب لأخصائي كلية، وهكذا، بينما عندما نصاب بمرض أو اضطراب نفسي، وكما هو الحال معك، فنحن لا نريد الذهاب للطبيب النفسي، بسبب الوصمة الاجتماعية السلبية من الطبيب النفسي والطب النفسي عموما.

نعم جيد أنك حاولت علاج نفسك بنفسك من خلال المواجهة، ومن خلال محاولة ترتيب نمط الحياة الصحي، إلا أنك لم تتعافي وترتاحي بالقدر الذي تحبين، أليس هذا مؤشر لضرورة الإقدام على مراجعة الطبيب النفسي، وبدأ العلاج الدوائي؟ بالإضافة للأمور التي حاولتي فيها من قبل كالمواجهة وترتيب نمط الحياة.

حقيقة إذا أردت استعادة حياتك ونشاطك السابق، فلا بد من مواجهة المرض وعلاجه العلاج الفعال، والذي قد يكون باستعمال كل من العلاج الدوائي والعلاج النفسي السلوكي، فأرجو ألا تترددي في هذه الزيارة، فحياتك ومستقبلك يتطلب هذا الجهد وهذه الخطوة.

وإذا أردت حلا بديلا أو إضافيا، فيمكنك الحديث مع الأخصائية النفسية عندكم في الجامعة، فهذه يمكن أن تكون الخطوة الأولى، ويمكن للأخصائية النفسية أن تنصحك بالخطوة التالية، وذلك بناء على نتائج التقييم الذي ستقوم به.

وفقك الله، وكتب لك الصحة والعافية في أقرب وقت.

مواد ذات صلة

الاستشارات