السؤال
السلام عليكم.
طالب في السنة الأولى بكلية الهندسة، ومشكلتي أنني لا أميل لهذه الكلية؛ لأنني أحب شيئا آخر ليس له علاقة بمجال الكلية ألا وهي التجارة أو العمل من المنزل، أجد أنني أميل إليه وأحبه وأريد أن أكتسب مهارات وخبرات فيه أكثر، ولكن لا يمكنني تحقيق هذا مع الدراسة الجامعية، وخصوصا أن المجال غير المجال، فاستخرت الله ليختار لي الأصلح، ولكن نظرة أهلي والناس والأصدقاء لي ستتغير إذا قمت بترك الدراسة، وأنا فعلا أريد فعل الشيء الذى أحب، ولا أهوى إرضاء الناس في شيء ليس فيه سعادة لي.
أنا مرتبك هل أترك الدراسة وأتلقى سخط الأهل والناس والأصدقاء، أم أكمل في الدراسة وأتخلى عن عملي، أو أظل في الدراسة وأهتم بعملي وأهمل دراستي؟ شكرا لكم قبل كل شيء.
آسف على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Shawky حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الولد المبارك وردا على استشارتك أقول:
مجال الهندسة مجال خصب، وله طلب في سوق العمل، ومستقبله بإذن الله واعد سواء كان في بلدك أم في غيرها، ولذلك أنصحك أن تستمر في الدراسة في هذا المجال ولا تحول إلى مجال التجارة؛ لأن فرص العمل فيه قليلة، فإن أصررت على ذلك فليكن بالتنسيق مع والديك وقدم طاعتهما.
يفسر الناس تركك للدراسة في هذا المجال أنه فشل منك، ولذلك لا تفتح على نفسك هذا الباب إضافة إلى سخط والديك وهذا هو الأهم؛ لأن إسخاطهم بترك الدراسة يعد من العقوق وقد يدعوان عليك فلا تجد عافية بعد ذلك ولا بركة.
أتمنى أن توجه همتك نحو الدراسة في الهندسة وستجد أنك أحببت ذلك التخصص وصار جزءا من حياتك اليومية، ولن تندم بإذن الله على دخولك في هذا التخصص.
تستطيع أن تجتاز كل الصعاب بهمتك العالية فالهمة توصلك إلى القمة -بإذن الله تعالى-.
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فمن توكل على الله كفاه ومن استعان به أعانه.
احذر من الرسائل السلبية التي ترسلها إلى ذهنك عن مجال الهندسة؛ لأن تلك الرسائل يستقبلها العقل ويتبرمج عليها وينتج عن ذلك النفور من ذلك المجال، وعليك أن تبعث بالرسائل الإيجابية التي تحفز ذهنك نحو الاتجاه إليه.
ينبغي أن تركز ذهنك وتشغل وقتك في التحصيل العلمي واترك أي عمل يشغلك عن ذلك ولكن إن وجدت فراغا فإنني أشجعك على اكتساب خبرات أخرى تعينك على كسب الرزق شريطة ألا يؤثر ذلك على تحصيلك العلمي فالجميع بين الأمرين محمود فإن لم يمكن فغلب جانب الدراسة.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل الله تعالى أن يحب لك هذا المجال، وأن يصرف عنك الشواغل، ويكتب لك النجاح، وأكثر من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
اقترب من والديك ونل رضاهما، واطلب دعاءهما فدعوة الوالد مستجابة.
أوصيك أيها الولد المبارك أن توثق صلتك بالله تعالى، وأن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة، فذلك سيجلب لك الحيلة الطيبة كما وعد الله بذلك فقال: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يهيء لك من أمرك رشدا إنه سميع مجيب.