السؤال
السلام عليكم
أشكركم على تعاونكم ومجهودكم.
أنا مهندس، عمري 28 سنة، لا أحب عملي الحالي، وأتمنى أن أعمل عملا آخر به خبرة ومتعة أكثر؛ لذلك أبحث عن عمل آخر منذ سنتين، وبالفعل تأتيني فرص أخرى وأقبل بأشغال أخرى بها خبرة أكثر، وبعد أن أتفق مع الشركات الأخرى على العمل معهم، أتراجع في قراري وأعود لعملي الذي لا أحبه.
عندي مشكلة كبيرة في القدرة على اتخاذ القرارات والخوف من المستقبل، الشعور بالاستقرار في عملي، رغم أني لا أطيقه ومستواي العملي فيه ضعيف، بالرغم أني -الحمد لله- ذكي ومجتهد منذ صغرى، هذا الشعور بالاستقرار يعيقني عن أي مغامرة وأي مخاطرة.
وها أنا الآن عدت في قراري عن الوظيفة الجديدة، وأشعر بخذلان من نفسي ليس له حد، وأشعر بإحباط وخيبة أمل كبيرة، لدرجة أني تنتابني حالات عصبية وخفقان في القلب وضيق تنفس، فما هو الحل للتغلب على التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار؟
وكيف أتغلب على حالتي النفسية السيئة حتى أجد عملا آخر بإذن الله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، والذي هو ليس بالغريب أبدا، فالتردد في تغيير العمل أو الانتقال لعمل أو مكان آخر ليس بالسهل، وكثير من الناس يجد صعوبة في حسم الأمر بشكل قاطع.
وأحيانا نحن أكثر ما نتردد عندما لا نكون واثقين جدا من القرار أو الخطوة التي نحن مقبلون عليها، وبالتالي فحل مشكلة هذا التردد الذي ورد في سؤالك، ربما يكون عن طريق مرحلتين.
الأولى: أن تتأكد من صواب قرارك بالعمل الجديد الذي تريد الانتقال إليه، وعلى فكرة أنت لا تحتاج أن تكون متأكدا مائة بالمائة، ففي كثير من الأمور في الحياة ليس فيها شيء 100٪، ولكن أن يغلب على ظنك أن هذا العمل الجديد يناسبك، ولا بأس هنا من الاستعانة بآراء صديق صدوق يعرفك.
والثانية: بعد أن تطمئن من أن العمل الجديد يناسبك أو ترغب به، أن تستعين ببعض الإجراءات التي تعينك على التنفيذ وعدم التراجع، ومنها مثلا:
- بعد أن تتفق على إدارة العمل الجديد، وتحصل على القبول، أن تستقيل من عملك الحالي، والذي لا تحبه أو ترغب به، أي أن تسد على نفسك العودة للعمل الحالي.
- أن تشارك في قرارك هذا، وخطوتك هذه أحد الأصدقاء ممن يمكن أن يرافقك في هذه الخطوة الجديدة، ولو فقط من الناحية النفسية.
- أن تصلي صلاة الاستخارة لييسر الله تعالى لك هذا العمل الجديد.
- أن تتوكل على الله، فقد اتخذت الأسباب، والأمر لله تعالى، ولا تنس أن الله تعالى يريد أن يفتح لك الأبواب، ولكن عليك أن تطرق الأبواب وتدخلها، وتذكر أن من عوامل سعادة الإنسان ونجاحه في الحياة أن يكون في عمل يحبه ويرغب به، وفقط في الحالات التي لا يجد فيها بدائل عن العمل الذي لا يحبه يمكنه الاستمرار به، ولكن حتى تتاح له فرصة أفضل، والحياة فرص كثيرة، ولكن علينا حسن استغلالها.
وفقك الله ويسر لك بداية العمل الذي تحب وترغب.