هل أمتنع عن الزواج بسبب الرفض؟

0 219

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدمت لخطبة فتاتين، وكان أهلهما أهل دين، عرضوا علي أن أتقدم لهم، وعندما تقدمت الأولى رفضت بسبب بعد المسافة، والثانية رفضت بعد أن وافقت.

وعرض علي أشخاص آخرون أن أتقدم إلى بناتهم، ولكن أصبحت أكره أي شخص يقول لي: تعال اخطب ابنتي! حيث أحد الأشخاص الذين تقدمت إلى ابنته كان بإلحاح قوي منه، وعندما تقدمت وتمت الموافقة، جاءني الرفض، والآن أخاف أن أتقدم لخطبة أي فتاة ويأتيني الرفض منها، وأخاف أن أتقدم وتكون ليست بالجمال الذي أريده، أو ليس بالحسب والنسب الذي أريده، فما نصيحتكم لي؟ وهل أكون مصاب بحسد أو عين أو سحر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن دعاك لخطبة قريبته لعله ارتضاك لها، ولكن دون مشاورة من الفتاة نفسها أو أنها اشترطت أن تراك، فلما رأتك ربما لم يكتب لها النصيب أن تكون زوجة لك، فحصل الرفض من البنت، وهذا حق من حقوق الفتاة فلا يجوز أن تكره على زواج من لا تريد.

كما أنه من حقك رفض البنت التي لم تعجبك بعد رؤيتها فكذلك الفتاة، فلا يسبب لك ذلك أي ردة فعل نحو من حاول أن تكون زوجا لقريبته، بل أحسن به الظن، وأشكره على حسن ثقته فيك.

ولعل هناك سبب ما دفع الفتاة إلى الرفض بعد الموافقة، فإن القلوب بيد الله هو الذي يؤلف بينها ويفرق بينها سبحانه، ولعل هذا خير لك فالخير فيما اختاره الله.

ولا أرى أن يسبب هذا التصرف لك أي ردة فعل عن الزواج والخطبة، بل هذه طبيعة الأمر عند كل الناس يبحث عن امرأة لخطبتها وقد توافق وهو لا يوافق، أو هو يوافق عليها وهي لا توافق عليه حتى تحصل الموافقة من الطرفين ويتم الزواج.

ولا مانع من قبول العرض من أشخاص آخرين، ولكن ننصحك أن تشترط على من دعاك لخطبة قريبته أن تنظر إليها النظرة الشرعية، وتستخير الله بعد ذلك؛ فإن أعجبتك واطمأنت نفسك لها فأكمل الخطبة والزواج، وإن لم تعجبك فلست ملزما بها.

ولا تقتصر على هذا الأسلوب في البحث عن زوجة، بل ابحث عنها بواسطة أهلك وقريباتك ومعاريفك حتى تدل على من تصلح لك حسب مواصفاتك، واذهب لخطبتها، وهيء نفسك أنك قد تقبل أو ترفض؛ لأن هذه طبيعة الموضوع، ولا تتحرج من ذلك أبدا، ولا تجعل رفض بعض الفتيات لك سببا للامتناع عن الخطبة والزواج، بل هذا الأمر هو أحد مراحل الزواج، ويحصل لأغلب الناس حتى يتم لهم مرادهم.

كما أن اختيار شريكة العمر يحتاج إلى تأني وموصفات، وأهم معيار في الاختيار هو الدين والخلق فاظفر به حتى تسعد في الدنيا والآخرة.

ولا يصح إيهام نفسك أنك مصاب بحسد، أو سحر، أو عين أو نحو ذلك؛ لأن المسألة طبيعية جدا؛ والرفض كان من البنت وليس منك مما يدل على سلامتك مما تتخيله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات