السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة أبلغ من العمر 27 عاما، متزوجة منذ 4 سنوات ولم يحصل الحمل حتى الآن، ولا يوجد عندي مانع طبي، علاقتي مع زوجي كانت خيالية، وبيننا أيام حلوة ومواقف جميلة لا أستطيع نسيانها، مررت بظروف ومشاكل مع زوجي، وتغير كثيرا مما تسبب بأثر مؤلم كبير في نفسي، فشعرت بالخوف من فقدان كل شيء، وأنه قد يتخلى عني في أي لحظة، ولأنني لم أنجب أشعر بعدم الأمان معه، والسبب يعود إلى تعامله.
أي موقف مؤلم أتعرض له من زوجي أصبح يسبب لي عقدة نفسية، وأتذكر مواقف مؤلمة من العام الماضي، كسفره مثلا، فلو سمعت بسفر أي شخص أتذكر الألم الذي كنت أشعر به وقت سفره، وأتألم كثيرا، وأحزن، علما بأن سفره كان يحمل العديد من المعاصي.
نحن تقريبا على وشك الطلاق بناء على رغبته، رغم أنني أحبه كثيرا، ولا أرغب بالخوض في الحديث كثيرا، ولكن مشاعر عدم الإنجاب أثرت علي كثيرا، إضافة لمشاكلي مع زوجي، وبدأت أشعر بحاجتي إلى تناول مهدئ نفسي يمنع الاكتئاب، فقرأت عن ساليباكس، ولدي عنه عدة اسئلة: هل يسبب الإدمان؟ وهل سيناسبني؟ وإن لم يكن كذلك، فما هو الدواء الذي تنصحونني به؟ وما الجرعة المطلوبة وطريقة الاستخدام؟ وكيف أتخلص منه تدريجيا؟
أريد تجاوز فترة الطلاق بهدوء ودون حزن، فأرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: أريدك أن تكوني أكثر ذكاء وحصافة وفطنة وتحافظي على زواجك، حتى وإن كان طلب الطلاق من زوجك، فبشيء من الهدوء والتعامل معه برجاحة عقل -إن شاء الله تعالى- يستمر هذا الزواج، وعدم الإنجاب ابتلاء، يجب أن يقبل به الإنسان، وذلك بعد أن يحاول الطرق العلاجية، لأن الوسائل العلاجية الآن كثيرة وكثيرة جدا.
أنا لا أريد لهذا الطلاق أن يقع، وأريدك أن تكوني أكثر ذكاء من الناحية الاجتماعية والوجدانية، وأقصد بذلك أن تتعاملي مع نفسك إيجابيا، وتتعاملي مع زوجك إيجابيا، تجنبي انتقاده، أنصحيه نحو الطاعات، ونحن الآن مقبلون على موسم الخيرات، موسم البركات وإجابة الدعوات، فللصائم دعوة مستجابة لا ترد، وذلك كل يوم، لعلكم ترفعون أيديكم إلى الله تعالى لا يردها خائبة، وتأتيكم البشرى -بإذن الله تعالى-، كما بشر زكريا وكان قائما في المحراب يدعو، قال تعالى: {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى}.
فعليكم بالدعاء كل يوم وفي كل وقت يرجى فيه الإجابة، كوقت السحر، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وفي الثلث الآخر من الليل، وغيرها من الأوقات الفاضلة، وليس هنالك ما يمنع أبدا أن تطلبي من زوجك -بل أن تتوسلي إليه- ألا يطلقك، هذا ليس فيه عيب أبدا، قال تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا} قيل: أن تتنازل هي عن بعض الحقوق لها.
فهذا الموضوع أنت طبعا ملمة تماما بخلفياته، بأسبابه، لكن أريدك أن تطوري الآليات التي تساعدك على استمرار الزواج، هذا يجب أن يكون هدفك، وعليك بالدعاء، الدعاء هو سلاح المؤمن، حاولي أن تكوني فعالة مهما كانت مشاعرك، تواصلي مع زوجك، أحسني معاملته، أحسني معاملة أهله، تواصلي أيضا مع أسرتك، لا تقنطي، لا تسأمي، لا تيأسي، لا تستسلمي، واعلمي أن كل شيء بقدر، وما قدره الله لك هو الخير مهما كان، قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
وإن رأيت أن هناك مساعدة ممكن أن تأتي مثلا من مختص في الشؤون الزواج أو أحد من الأسرة إذا قبل زوجك بذلك، يمكن أن يدخل هذا الشخص لمساعدتكما في تخطي الصعوبات الزواجية.
لا أراك في حاجة لعلاج دوائي حقيقة، لكن إذا كانت مشاعرك مفرطة وسلبية وفوق التحمل، فهنا أقول لك أن عقار (سبرالكس) دواء بسيط وسهل جدا وغير إدماني، ويمكن أن تتناوليه بجرعة بسيطة جدا، هي خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوع، ثم اجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناوله، السيلابكس أو السبرالكس يسمى علميا استالوبرام.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.