أرغب بالذرية وزوجتي لا تنجب فكيف أتصرف دون ظلمها؟

0 207

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد، -بفضل الله- ثم موقعكم المبارك تغيرت حياتي الزوجية بعدما كانت تسودها المشاكل والخلافات، أصبحت الحياة بيني وبين زوجتي هادئة وجميلة، عدا بعض المشاكل البسيطة، وهذه طبيعة الحياة بين الرجل والمرأة.

وتطور أمر ما وهو رغبتنا في الإنجاب، والأطفال رزق من الله لقوله:{ يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}.

بعد ثلاث سنوات من الزواج، وبعد التوكل على الله، والأخذ بالأسباب، وبعد إجراء الفحوصات عند أكثر من طبيب في المملكة ومصر، علمنا بأنه لا يمكننا الحمل بشكل طبيعي، ولابد من أطفال الأنابيب، ذهبت زوجتي إلى القاهرة وقامت بالتحاليل الأولية، تحليل مخزون البويضات والهرمونات، وأشعة على الرحم، وظهرت نسبة amh =.1 h، أي أن مخزون البويضات أقل من واحد من عشرة، وطبيا العملية لن تتم، ولن يحدث الحمل.

زوجتي في حالة نفسية صعبة، فأطفال الأنابيب أملها الوحيد بعد الله، والأمل بالله كبير لا شك، ولكن في الأوراق الطبية لن يحدث الحمل، ولن تتم عملية الحقن المجهري، زوجتي تريد الانفصال، ولا تريد إكمال الحياة الزوجية حتى لا تظلمني، وهي ترفض العيش معي في المملكة لأنها حبيسة فكرة الوحدة هذا من جهة، وفي الجانب الآخر أهلي يتكلمون معي بشكل دائم عن موضوع الذرية وخاصة أبي وأمي، أعيش في حيرة كبيرة، ماذا أفعل؟ أرشدونى إلى حل يرضى جميع الأطراف ويرضيني، حتى لا أظلم زوجتي ولا أظلم نفسي وأهلي، وكيف يمكنني التعامل مع جميع الأطراف، خاصة زوجتي في هذا الوقت الصعب؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
فهذا أمر مقدر عليها وعليك من قبل أن يخلقكما الله تعالى كما قال سبحانه: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، وهذا البلاء عنوان محبة الله لكما، ولا بد أن ترضوا بقضاء الله وقدره، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، واحذروا من التسخط وإلا فالجزاء من جنس العمل.

الطلاق ليس بحل، لأن القصور في زوجتك وليس فيك أنت، ولن تستفيد هي شيئا من الطلاق، لأنها ستعود لنفس المعاناة، والأفضل لها أن تبقى معك، ومن حقك أن يكون لك أولاد، والله تعالى قد أحل لك أكثر من زوجة، ولذلك فأنصحك أن تطمئن زوجتك وترضيها بقضاء الله وقدره، وأن تصبر مدة ستة أشهر أو سنة حتى تهدأ نفسها، ومن ثم لا بد من أن تفاتحها في أمر زواجك بثانية، مبينا لها أن مكانتها لن تتغير في قلبك، وأنك متمسك بها ولن تتخلى عنها، وبهذا تكون قد جمعت بين الحفاظ عليها والأخذ بخاطرها.

لا تجعل في نفسك هم الرزق، فالله هو المتكفل بها، وستأتي الزوجة الثانية والأولاد -إن شاء الله- ورزقهم معهم كما قال تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ۚ كل في كتاب مبين}.

نسعد بتواصلك في حال ان استجد أي جديد في حياتك، ونسأل الله تعالى أن يرزقكما الصبر والرضا بقضائه وقدره، وأن يوسع لك في رزقك ويسعدك إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات