السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة بعمر 19 سنة، طالبة جامعية، مشكلتي أنني أتأثر كثيرا بالمظاهر، فمثلا أحتقر صديقتي لأنني أجمل منها, على الرغم من أن شكلي عادي جدا، وهذا الأمر حرام، وأنا أعلم ذلك، وأحاول جاهدة أن لا أظهره، فهل أنا آثمة عليه وإن كان في قلبي فقط؟ وكيف يمكنني التخلص من هذه العادة السيئة؟
أشعر بأنني يجب أن أملك كل شيء, مثلا يجب أن يكون الجميع معجبا بي, وأن يتمنى الجميع الكلام معي، فأشعر بحزن شديد إن لم يحدث ذلك.
أخيرا لو سمعت أحدا يتكلم أثناء سيري، أشعر دائما أنه يتكلم عني، وأحيانا يكون الكلام بشكل غير جيد، فلا أعلم هل هو يتكلم معي أم لا، ولكنني دائما أشعر بالحزن، وقد أمضي أسبوعا كاملا وأنا أفكر في ذلك، فما هو الحل؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بكل هذا، أعانك الله وخفف عنك.
هناك شيء طبيعي فيما ذكرت، وخاصة أنك في 19 من العمر، حيث ما زلت في طور النمو الاجتماعي، لتتعرفي على مكانتك في هذا المجتمع، وطبيعة تفاعلك معهم، وتجارب الحياة ستعلمك الكثير، فمثلا ستعلمك أنه يصعب على الإنسان أن يحصل على كل شيء يريده، وستعلمك القناعة والرضى بما لديك، وبغض النظر عما عند الآخرين.
ستعلمك كذلك أن مقارنتك نفسك بالآخرين ليس بالأمر الحميد المفيد، وإنما نتائجه سلبية، وخاصة عندما نقارن أنفسنا بمن هو فوقنا في صفة أو مكانة اجتماعية، مما يجعلنا نشعر بالسلبية والدونية وعدم الراحة، فالحياة ستعلمك من خلال معاناتك أن هذه المقارنات والمواقف تضر ولا تنفع.
إذا كنت تقومي بهذا السلوك ودون رغبة منك وكأنه سلوك لا إرادي، فالأصل أن الله تعالى لا يحاسبك عليه و-الله أعلم-، وإن كنا يطلب منا أن نتواضع للناس، ولا نتفاخر عليهم.
أما بالنسبة للأمر الأخير من اعتقادك بأن الناس ربما يتحدثون عنكم بأمور سلبية، فهناك احتمالان:
الأول: إذا اعتقدت جازمة أن الناس يتحدثون عنك، وإن لم يوجد دليل على هذا، فربما تحتاجين إلى مراجعة طبيب نفسي لمعرفة عمق هذه الموضوع، وفيما إذا كان له علاقة بحالة نفسية معينة قابلة للعلاج.
الثاني: إن كان مجرد شعور عابر من حديث الناس عنك، واستطعت إقناع نفسك بأنهم لا يتحدثون عنك، فربما يشير هذا لبعض الحساسية الموجودة عندك، والتي أيضا ستزول مع مرور الأيام وتجارب السنين، فلا تقلقي على هذا الأمر.
أرجو أن يكون في هذا ما يفيد، والله معك.