السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم على ما تبذلونه من جهد في هذا الموقع.
أنا عمري 33 سنة، أعمل في بلد عربي، وأموري طيبة، ومرتاح في هذا البلد؛ لما فيه من التزام بشرعنا الحنيف، وقد أكرموني واعتبروني واحدا منهم؛ لذلك أحب عاداتهم وتقاليدهم وألفتها كثيرا، وتقدمت لخطبة فتاة من أهل البلد، وتمت النظرة الشرعية، وحصل القبول، ووافق علي أهلها؛ رغم اختلاف الجنسية، وأهلها طيبون، ويعتبرونني واحدا منهم، والفتاة على قدر جيد من الالتزام والخلق، ولكنها تكبرني بست سنوات؛ حيث إن عمرها 39 سنة، ولم تتزوج من قبل، وكنت في غاية السعادة، وأتمنى اليوم الذي يجمعنا ببعض.
ولكن حين اقتراب وقت العقد، جاءتني أفكار تؤلمني من ناحية عمرها، وأنه قد يؤثر مستقبلا، علما بأن بعض المشايخ قالوا بأن العمر لا يؤثر، وأهم شيء البركة، وأيضا أقارنها بالفتيات اللاتي أراهن في الأماكن العامة، علما بأنني لم أر خطيبتي إلا في النظرة الشرعية لمدة دقيقة تقريبا وأعجبتني كثيرا.
هذه الأفكار التي لم تأت منذ خطبتها قبل عام، أصبحت تأتي وبشدة قرب موعد الزواج، علما أن الفتاة سعيدة بهذه العلاقة، وتستبشر خيرا، وأنا أخاف عليها إذا ابتعدت عنها بسبب هذه الأفكار، كما أني أرغب فيها، لكن ماذا أفعل بهذه الأفكار المخيفة المؤلمة؟!
وجهوني وانصحوني بارك الله فيكم، وهل فعلا فارق العمر به مشكلة وقد يؤثر على حياتنا؟
أعتذر عن الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- في إسلام ويب، وردا على استشارتك أقول:
من أهم ما ينبغي أن تركز عليه الصفات التي تتصف بها هذه الأخت، وأهمها الدين والخلق، كما أرشدنا نبينا -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، إضافة إلى بقية الصفات التي من شأنها أن تديم العشرة بينكما.
فارق العمر ليس كبيرا -إن شاء الله- ولن يؤثر ذلك على حياتك -بإذن الله- وما تجده في صدرك من وساوس الشيطان الرجيم، فإنه لا يحب أن يرتبط الرجال بالنساء ارتباطا شرعيا، فيلجأ للوسوسة وتضييق الصدور، فأكثر من الاستعاذة بالله منه ومن وساوسه.
ارق نفسك بالرقية الشرعية صباحا ومساء كي تكون حرزا لك من العين والحسد.
صل صلاة الاستخارة، وادع بالدعاء المأثور، وامض نحو إكمال العقد؛ فإن إيكال الأمر لله تعالى يختار لك ما في الخير لك في دينك ودنياك، فيه راحة وطمأنينة للنفس، فإن سارت أمورك بيسر وسهولة فهذه علامة أن الله اختار هذه المرأة لتكون زوجة لك، وإن تعسرت الأمور فذلك يعني أن الله صرفها عنك.
كن مطمئنا؛ فإن كان الله قدر أن تكون هذه المرأة زوجة لك؛ فستتم الأمور بخير ويسر، وإن لم تكن قد كتبت أنها زوجة لك فلن يتم الأمر، وسيصرفها الله عنك.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل الله تعالى أن يكتب لك الخير حيث كان.
الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يذهب الله همك، يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك).
حافظ على تلاوة وردك اليومي من القرآن الكريم، وداوم على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.