السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 28 سنة، منذ سنتين تقريبا وأنا أعاني من حب الشباب، أحيانا يكون كبيرا ومؤلما، يظهر ويختفي وعلى هذا الحال، لكن في الأونة الأخيرة أصبح ظهوره كثير ومؤلم أحيانا، مع أني لم أعهد حب شباب من قبل.
ذهبت إلى طبيبة جلدية واقترحت حبوب الزيركتان، لكن رفضت بقوة خوفا منها، وطلبت كريمات موضعية، وبدأت باستخدامها، خفت ولكن رجعت كما كانت، ورجعت مرة أخرى للطبيبة، وقالت لن ينفع إلا الزيركتان، فاستخرت وتوكلت على الله.
في البداية أخبرتني بعمل تحليل للكبد فقط، وإذا كان التحليل ممتازا أبدأ، بعدها عملت جلسة نظارة، وبعدها بأسبوعين بدأت الزيركتان (20) مرتين باليوم، يعني بمعدل 40 يوميا، لكن بدأت ألاحظ ألما ونغزا بالكلية اليسرى، مع حرصي على شرب الماء والعصائر الطبيعية، كنت أعاني من ألم ونغز سابقا، وعملت تحليل بول، ومزرعة، وسونار، وقالوا سليمة، وبعد البحث وجدت أنه لا بد من عمل تحليل الدهون الثلاثية، والكلسترول، والكلى قبل البدء بالعلاج، ولا بد من صرفه على حسب الوزن، وأنا وزني ضعيف (43.7) لكن الطبيبة لم تطلب هذه الأشياء أبدا.
لا بد من عمل تحليل للهرمونات، فأنا أعاني من الالتهابات، ومازلت أعالجها، فبدأت أخاف أن يؤثر على الحمل من ناحية تأخيره أو غيره! فأنا محتارة الآن، هل أكمل العلاج أم ماذا؟ خائفة وقلقة جدا على الكلى والأعضاء بالجسم، وبنفس الوقت أطمح لبشرة صافية وجميلة، وأريد أن أنهي العلاج من أجل الحمل، أنا في حيرة وخوف!
ما سبب هذه الحبوب في هذا العمر فجأة، هل سببها هرموني أم وراثي أم ماذا؟ لدي بعض الأسئلة عن الزيركتان، هل هناك نظام غذائي يجب العمل به؟ أو أطعمة يجب إيقاف تناولها؟ لأني قرأت أنه يجب إيقاف الشوكولاته والآيس كريم وغيره، ويجب التقليل من الزيوت والمقالي واللحوم الحمراء وأشياء كثيرة!
هل يعمل على إنزال الوزن؟ لأني لاحظت وزني بدأ بالنزول، وأنا لم أقلل أو أغير نظامي بالأكل، وقد قرأت أنه يجعل الجسم عرضة لأغلب أنواع السرطانات، هل هذا صحيح؟ وهل هناك تحاليل أعملها بعد إيقافه لضمان صفاء الدم منه والحمل بأمان؟ وما اسم التحليل؟
أهم سؤالين أريد الجواب عليهما؛ لأني خائفه جدا من هذه الناحية، وهما: هل يؤثر على التبويض والمبيضيين أو القدرة على الحمل بشكل عام؟ لأني لاحظت من أول شهر من تناول الزيركتان أن دورتي قل الدم فيها من اليوم الثالث، فأصبح قليلا كأنه نهاية دورتي، علما أن دورتي من 6 إلى 7 أيام، فبدأت أخاف على المبيض والتبويض والقدرة على الحمل.
السؤال الثاني: هل هناك تحاليل أعملها بعد إيقافه لضمان صفاء الدم منه والحمل بأمان؟ وما اسم التحليل؟
أنا من بعد ولادتي الأولى عانيت من ألم بالظهر، ومازال مستمرا على فترات، لكن مع الزيركتان ألم فظيع أسفل الظهر، أشعر كأنه من العصعص، وإذا استلقيت على أرض صلبة يطق الظهر مع ألم في أسفل الظهر إلى آخرالقدم اليسرى، يستمر لدقيقة أو دقيقتين، لكن أرتاح وأكمل عملي، وأحيانا أخرى لا أستطيع المشي على القدم اليسرى من ألم الظهر، وأصرخ أحيانا للمساعدة، هل هذا من الزيركتان؟ وأيضا ما الفرق بينه وبين الروكتان؟ علما أن فيتامين دال عندي 10، وهل أستطيع أن آخذ حبوب فيتامين دال بقوة 1000 مع الزيركتان.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مودي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة -حبوب حمراء، أو صديدية، رؤوس سوداء، أو بيضاء، تكيسات، أو غيرها- من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض: هل محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل: الظهر، والأكتاف، والصدر؟
يختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندوبا؟ والعلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا، وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى.
عقار Isotrtinoin أو ما يعرف بالروكتان هو مشتق من فيتامين (أ) وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا في الجلد بعد الالتئام، ويوجد له العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب: Nodulocystic acne.
يجب اختيار وسائل العلاج التقليدية المتاحة والمتعارف عليها على حسب شدة المشكلة ودرجة انتشارها أولا، واستخدامها بالشكل الصحيح ولفترة مناسبة لمعرفة مدى فعاليتها، ثم يقوم الطبيب بتحديد مدى احتياج المريض لذلك العقار من عدمة بعد ذلك وبعد مناقشة المريض؛ لأن لذلك العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وبالأخص تلك المتعلقة بالحمل في حالتك لأنك ذكرتي أنك متزوجة.
قد يعطي لك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون، وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.
أتصور في حالتك أهم نقطة هي الحمل ولا يمكن البدء بالعلاج إلا أثناء الدورة الشهرية للتأكد أن المريضة ليست حامل في ذلك الوقت، ويجب أن يتم استخدام وسيلتين لمنع الحمل: وسيلة أساسية مثل حبوب منع الحمل أو اللوب أو وسيلة أخرى مثل اللواقي الذكري أو الامتناع عن الجماع في الأيام المتوقع بها التوبيض، وتلك التعليمات مهمة جدا، لأنه إذا حدث حمل أثناء تناول العلاج أو 1 شهر بعد الانتهاء منه فلا بد أن يتم الإجهاض، لتأثير هذا العلاج الضار على الجنين، وحدوث تشوهات به، ويجب أن تتفهمي تلك النقطة بشكل كامل، وليس من المتعارف عليه أن يؤثر ذلك العلاج على القدرة الإنجابية فلا تقلقي.
لذلك يجب تقييم الحالة جيدا بواسطة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لمعرفة مدى احتياجك للعلاج بذلك العقار، وشرح كل الأمور المتعلقة به بشكل وافي، وكذلك كيفية المتابعة، وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج؛ فيجب أن تتناوليه بالجرعة والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب الوزن، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود ال 6 أشهر، وقد تتحسن الحالة بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا؛ فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن، وحجم الغدد الدهنية في الجلد.
لا يوجد نظام غذائي محدد أثناء تناول العلاج، ولكن الاهتمام بتناول الأغذية الصحية مهم، وكذلك التقليل من الدهون بالوجبات من الأمور المهمة؛ لأن من المحتمل أن يزيد الكوليسترول أو الدهون الثلاثية أثناء العلاج، ليس من المتعارف عليه أن يسبب ذلك العلاج سرطانات، ومن الممكن تناول فيتامين د معه، والتحاليل التي يتم عملها لمتابعة تأثير العلاج عليك، وبعد الانتهاء من العلاج هي صورة الدم الكاملة وكيمياء الدم التي تشمل الدهونن ووظائف الكبد والكلي كما ذكرت سابقا.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.
++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد علام (استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية)، وتليه إجابة الدكتورة رغدة عكاشة (استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم).
++++++++
لم يثبت إلى الآن بأن تناول دواء (زيركتان) أو (روكتان) والاسم العلمي له هو (الايزوتريتينون) يؤثر سلبا على وظيفة المبيضين أو الرحم، كما لم يثبت أنه يؤثر على الخصوبة أو يؤخر حدوث الحمل مستقبلا، والاحتياط الوحيد الذي ننصح باتباعه هو أن لا يحدث حمل خلال فترة تناوله ولمدة شهر بعد إيقافه، وذلك لأنه قد يؤدي إلى حدوث تشوهات في الجنين.
إذا كنت قد لاحظت تغيرا في كمية الحيض بعد تناول هذ الدواء، فقد يكون ذلك مجرد مصادفة,، لكن وعلى افتراض بأن التغير في كمية الدم قد نتج عن تناوله، فلا ضرر من ذلك على الإطلاق، فهو لا يعني حدوث مشكلة، ومثل هذا التأثير سيكون تأثيرا عابرا خلال فترة تناوله فقط، وستعود الدورة إلى طبيعتها المعتادة بعد التوقف عنه.
كذلك الأمر بالنسبة للآلام الظهر والساق، فأيضا لا علاقة لها بحبوب ال (زيركتان)، ولم تظهر الدراسات بأن هذا الدواء يؤثر على الآلام الظهر أو غيرها من الآلام، لكن وبشكل عام أن تعرض الجسم للشدة من أي نوع كان، سيؤثر على عتبة الشعور بالألم، وبالتالي قد يصبح الإنسان أكثر حساسية على الألم حتى لو لم يزداد هذا الألم لمجرد إصابته بالقلق أو التوتر؛ لأن هذه المشاعر تعتبر من الشدات النفسية.
نسأل الله -عز وجل- أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.