السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل عام طلب مني قريبي الانظمام معه في مشروع (تصميم شعار)، فشرطت عليه الدعم المادي، وذكر أنه مستعد لحد 200 ألفا، فباشرت العمل معه شراكة، استمر العمل 4 أشهر، حيث كان هو الذي يستلم المال، ولا يبلغني بذلك، وكان عليه قروض والتزامات شخصية، وذلك أدى إلى اختلاط مال المشروع بماله الخاص، علما أن ليس هناك فواتير، والتعامل مع العملاء بالواتساب.
بعد أربعة أشهر طلبت الانفصال عن العمل وتقسيم الأرباح، كنت أدير العمل من حيث التصميم وتسويق الحساب بالانستغرام والتفاوض، أغلب العمل كنت أقوم به، حيث يتطلب مني الشعار الواحد جهدا كبيرا، حيث أرسل ربما 12 نموذجا، وتصميم فيديو موشن جرافيك كان متعبا جدا، وطيلة 4 أشهر لم أر دعما، فانفصلت عنه.
كان معي رقم مستخرج لأجل الحساب والعملاء، وبعد الانفصال طلب مني شخص تصميما فنفذته له، وقمت بالطباعة والتوصيل له بمبلغ 600، فجاء ابن خالتي يسألني عن الأمر، فأنكرت خشية التصادم، ثم اعترفت له، فقال: أنت تتلاعب وتعمل من ورائي وخنت الثقة، وطلب مني تحويل 100، فحولته له، وكل ذلك بسبب العمل الذي انفصلت عنه، والرقم الذي عندي له استخدامات أخرى غير العمل، وأيضا اتهمني بالغش وأني لا أعمل بأمانة، علما أني كنت أقضي 7 ساعات متواصلة في تصميم شعار.
رغم أننا أقارب إلا أنني لم أعد أتقبله نهائيا، علما أني لا أكرهه، بل أتمنى له الخير، دعوت في صلاتي أن ينسيني ربي هذا الأمر ويبعده عني، لكن ما زال في النفس شيء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الاشتراك في أي عمل تجاري أو غيره بدون ضوابط يتلزم بها الشركاء يؤدي غالبا إلى حدوث الخلاف بينهم، لذا شرع الإسلام أحكاما تتعلق بهذه الجوانب يجب على المسلم أن يراعيها عند دخوله في الشراكة مع غيره، حتى لا يؤدي الإهمال لها إلى الخلاف والشقاق، وكان الواجب عليكما تحرير اتفاق واضح ومكتوب بينكما قبل البدء في المشروع، لأن هذه هي طبيعة الخلطاء إلا من رحم الله، قال سبحانه:﴿ وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ﴾.[ص: ٢٤].
طالما تم ذلك بدون ضواب وشروط مكتوبة، فما أمامكما إلا الصلح والتراضي على فض الشراكة دون ضرر ولا ضرار، فإن الصلح والتراضي بينكما والتسامح سيذهب أثر ما في نفسك من الحادثة، وإن لم يتم، فما أمامك إلا نسيان الأمر واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، والتنازل عن ما ترى أنه حق لك، هو أول الخطوات العلاج لحالتك؛ لأن عدم تنازلك وكثرة تفكيرك بالأمر سيسبب لك آثارا نفسية سيئة، فحفاظا على نفسك واكتسابا للأجر ننصحك بالتنازل وبقطع التفكير في الموضوع تماما.
كما ننصحك لتجاوز هذه الحالة بالآتي:
1. الإكثار من التسبيح والذكر لله سبحانه وتعالى كلما خطر لك خواطر حول الموضوع.
2. إقناع النفس بالعفو عمن أساء إليها واحتساب الأجر عند الله، فإنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
3. البحث عن مشروع آخر تقضي فيه وقتك وتنشغل فيه عن التفكير فيما مضى.
4. لا تحمل في قلبك الحقد على الرجل وحاول أن تتعامل معه بالإحسان، وستجد أثر ذلك -إن شاء الله- في تغيير حاله وعلاقته معك نحو الأفضل مستقبلا، قال سبحانه: ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾.[فصلت: ٣٤].
5. استمر في الدعاء ولا تستعجل الإجابة وستجد أثر ذلك قريبا -بعون الله-.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وعوضك خيرا.