السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب أعاني من الرهاب منذ 20 سنة، عندما كان عمري 13 سنة، فانعزلت عن الأقارب والأصحاب، ولم أستفد من جميع الأدوية النفسية التي تناولتها، عدا السيروكسات فقط، أستفيد منه لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ثم أرفع الجرعة، ويرجع الرهاب لي ثانية.
فعلت ذلك 3مرات، وفي كل مرة تعود الحالة لطبيعتها، فأريد تفسير ذلك، حيث أنني أبدأ بتناول سيروكسات 20mg لمدة شهر، بعدها تتحسن الحالة 80 إلى 95%، ثم أرفع الجرعة إلى 40 ملجم، فيبدا الخوف والرهاب والقلق بالصعود تدريجيا دون سبب، فأعود على حبة واحدة 20 ملجم، ثم تزداد المخاوف أكثر فأكثر، حتى أعود رهابيا جبانا قلقا متشائما دون سبب.
جربت سبرالكس، وأعطيته وقته، ولم أستفد من بروزاك لوسترال، وجميع أدوية ssri كانت حشيشة القلب، فهل عندما أنتقل لمجموعة أخرى من الأدوية ثلاثية الحلقات أو غيرها ستتناسب مع حالتي؟
أتمنى الرد العاجل منكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الرهاب عندك استمر لفترة طويلة أكثر من 20 سنة -كما ذكرت-، وهذه فترة طويلة جدا، والشيء الآخر -يا أخي الكريم- أتمنى أن تكون كل علاجاتك التي تأخذها تحت إشراف طبي وليس بنفسك، لأن الطبيب النفسي هو وحده القادر على تحديد الجرعة، على تحديد الاستفادة، وعلى تحديد الآثار الجانبية.
أما سؤالك المباشر عن موضوع ظهور أعراض عند زيادة جرعة الزيروكسات، فهذا معروف في بعض الأدوية، ويعرف بالنافذة العلاجية، أي أن الدواء يستفيد منه شخص في حدود معينة في جرعة محددة إذا قلت لا يستفيد، وإذا زادت لا يستفيد، هذا يعرف بالنافذة العلاجية، أو ما يعرف باللغة الإنجليزية (الناروسربيوتك وندوا)، أي هناك نافذة ضيقة يستفيد منها إذا زادت الجرعة يتضرر الشخص، وإذا قلت لا يكون هناك استفادة تذكر.
الشيء الآخر -يا أخي الكريم- المهم جدا إضافة مكون علاج سلوكي معرفي للعلاج الدوائي، وبالذات استمر معك الرهاب لفترة طويلة تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، لأنه ثبت أن الجمع بين الأثنين أفضل من العلاج الدوائي لوحده، ويأتي بنتائج أفضل، ومن الأدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات التي تساعد في الرهاب الاجتماعي الأنفرانيل، أنفرانيل يفيد، فقد استفاد منه آناس كثيرين في الرهاب الاجتماعي، ولكن -يا أخي الكريم- أنصحك بحمل كل هذه الأفكار إلى طبيب نفسي، والتواصل مع طبيب نفسي وليس تجربة الأدوية بنفسك.
وفقك الله، وسدد خطاك.