مشاعر الغضب والأنانية تسيطر على عقلي فكيف أتغلب عليها؟

0 275

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف إفرغ مشاعر الغضب دون أن أؤذي أي شخص أو أجرحه، أشعر بأنني لا أحس بأحد، فهل هناك علاج للأنانية؟ وكيف أتعامل مع أهلي إن كانت قلوبهم قاسية ويظلمونني؟ وكيف أتحكم بنفسي ولا أغضب منهم ومن تصرفاتهم؟ وهل أنا آثم بكلامي هذا؟ وهل أنا مذنب لأني كنت أكرههم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سبق أن أرشدناك إلى علاج مشكلتك النفسية والاجتماعية مع أهلك، وفيها تفصيل أكثر لكيفية التعامل مع الأهل، و-إن شاء الله- تصلك قريبا، وتعملي بما فيها من نصائح وتوجيهات، عسى الله أن يصلح حالك مع أهلك.

ونضيف هنا إلى أنك بحاجة ماسة إلى نسيان الماضي السلبي مع أهلك، وفتح صفحة جديدة معهم، تقوم على الحب والتفاهم والحوار، والابتعاد عن ردة الفعل.

وأما سؤالك عن الغضب، فالغضب نزغة من نزغات الشيطان، يقع بسببه من السيئات والمصائب ما لا يعلمه إلا الله، فعلى الإنسان أن يبتعد عن الغضب وأسبابه قدر استطاعته، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصني قال: (لا تغضب، فردد ذلك مرارا، قال لا تغضب)، [رواه البخاري].

ويعالج الغضب بالاستعاذة بالله من الشيطان، وبالوضوء، وبالصبر والتحمل، كما يعالج الغضب أيضا بالسكوت، وترك الكلام وقت الغضب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا غضب أحدكم فليسكت)، [رواه أحمد].

وإذا غضب الإنسان وكان واقفا فليجلس، وإذا كان جالسا فليضطجع حتى يذهب ما به من فورة الغضب وشدته؛ لأن تغيير وضعيته وحالته سبب من أسباب هدوئه.

ولا يمكن للإنسان أن يتصرف بغضب، ولا يجرح أحدا، بل الصواب ترك الغضب وأسبابه، والتصرف بهدوء.

وأما سؤلك عن الأنانية، فهي صفة سلبية يجب علاجها، وهي حب الإنسان لنفسه، وعشقه للسيطرة والتملك، كما أن الأناني لا يحب الاعتراف بالخطأ، ويظن نفسه دائما على الصواب، وتعالج بالاعتراف بالخطأ والتقصير، وحب الخير للناس، والتدرب على التعاون والعمل الجماعي، والشعور بحاجة الفرد إلى غيره، ودعاء الله سبحانه أن يذهب عنه هذه الصفة السيئة، والبحث عن رفقه صالحة محبة للخير والتعاون، والاستفادة من الخلطة بها، والتأثر بأخلاقها الحسنة.

وبخصصوص التعامل مع أهلك، سبق أن أرشدناك في الاستشارة السابقة إلى ضرورة التعامل الحسن معهم، والتخلص من نظرية المظلومية التي تعانين منها نحوهم، وغض الطرف عن أي تقصير من الوالدين خصوصا، فحقهم عظيم، والبر بهم واجب مهما حصل منهما معك.

وعليك بتغيير نظرتك عنهم، ومحاولة إصلاح علاقتك بهم، وعدم حمل الحقد في قلبك عليهم، حتى لا تأثمي بذلك، فالمؤمن لا يحمل في قلبه غلا ولا حقدا على مؤمن، فكيف بالحقد على الوالدين أو الأقارب؟ فلا شك أن حصول ذلك من الشخص يعرضه للإثم والعقوبة من الله تعالى.

حاولي التخلص من ذلك، والاستغفار مما سبق، عسى الله أن يصلح حالك ويغفر ذنبك.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات