السلام عليكم.

أولا أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وما تقدمونه للمسلمين وللناس أجمعين.

أعاني من مرض الوسواس القهري في العقيدة، ذهبت إلى طبيب ألماني ووصف لدي دواء بروزاك 20mg نصف حبة لمدة أسبوع، ومن ثم حبة يوميا لمدة شهر تقريبا، ثم لدي مراجعة مجددا، لقد كنت سعيدا بدواء بروزاك الذي نصحتموني به في موقعكم، ولكني اليوم قرأت في أحد المنتديات بأن لدواء بروزاك أعراضا جانبية خطيرة إذا كان أحد أقربائي يعاني من الذهان، وأنا بالفعل والدي وجدي وأعمامي أغلبهم يعاني الذهان، وقالوا في المنتدى بأن التحذير موجود على الروشيتة المصاحبة للدواء أيضا فما صحة هذا الأمر؟ وهل أتوقف عن تناول البروزاك؟

وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه المعلومات التي ذكرتها جديدة علي، لم أسمع بأن البروزاك لا يجب استعماله إذا كان هناك تاريخ مرضي للذهان، بل بالعكس -يا أخي الكريم- أنا شخصيا استعملت البروزاك لمرضى كثيرين يعانون هم من الذهان ولهم أعراض اكتئاب نفسي أو وسواس قهري، وقد أحضرت لهم وهم يعانون من مرض الذهان وليس تاريخ مرضي، ولم يحصل أي شيء، بل أحيانا هناك أعراض سلبية لمرضى الذهان تشبه أعراض الاكتئاب، فبعض الناس يصفون البروزاك لهذا الشيء.

أما بخصوص الأعراض الجانبية الخطيرة: فطبعا لا يخلو دواء من الأعراض الجانبية، والبروزاك مثله مثل كل الأدوية له أعراض جانبية، بعض الدراسات ربطت بين البروزاك وظهور ميول انتحارية في الأسبوعين الأولين من العلاج، وحذرت من هذا، وبعض الناس يقولون أن هذه الميول ليس لها علاقة بالبروزاك، ولكن ليس لها علاقة بالاكتئاب نفسه، عندما يأخذ الشخص العلاج ويكون مكتئبا فالعلاج ينشطه، وبالذات تزيد الميول الانتحارية، على أي حال هذا موضوع فيه اختلاف شديد ولكن لا يمنع استعمال الدواء.

الشيء المهم -يا أخي الكريم- طالما صرف لك هذا الدواء من قبل طبيب وبالذات في بلد أوربي مثل ألمانيا هم عندهم ضوابط شديدة جدا، ولو كان هناك أي دراسات الآن حول البروزاك تثبت خطورته فإما يتم التنبيه على المريض أو حتى أحيانا يسحب من الدولة بحالها كما حصل لأدوية نفسية كثيرة.

يا أخي الكريم: هناك الآن ضوابط صارمة للأدوية وهناك متابعة مستمرة من خلال أبحاث لما يستجد لهذه الأدوية، فيجب أن لا تلتفت إلى كل ما يكتب في المنتديات، وقد لا يكون دقيقا 100% ، أو يستند إلى دراسة واحدة، يجب دائما عند القطع أن يكون هناك عدت دراسات أجريت حول الوضع حتى نقرر أن هذا حقيقة علمية أم لا، أما التحذيرات فشركات الأدوية الآن تحذر من كثير من الأعراض الجانبية للأدوية وهذا يكون بمثابة إخلاء طرف إذا حصل للمريض أي شيء، وإذا فتحت أي ورقة أو بروشر للدواء فإنك قد تجد تحذيرات كثيرة من الأعراض الجانبية، ولكن الأطباء يعرفون ما هي الأعراض الجانبية الخطيرة والمنتشرة، ويعرفون كيف يتعاملون معها، وكيف ينصحون المريض، إذا عليك التواصل مع طبيبك -يا أخي الكريم- ولا تلتفت لهذه الأشياء.

وفقك الله وسدد خطاك.