كيف أتصرف مع أختي وأردها لصوابها؟

0 383

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة من أسرة محافظة، والكل يشهد لنا بالسمعة والصيت الحسن، وأهم مبدأ في التربية عند أسرتي هو إعطاء الثقة، والتعامل بمسؤولية.

أختي الصغيرة عمرها 18 سنة، كانت مثالا للأخلاق والجمال والذكاء، صرحت لنا أنها تحب شخصا، وتعلقت به، ومنذ ذلك الوقت صارت مستهترة، وتصرفاتها مقلوبة رأسا على عقب، وأكثر من مرة أتكلم معها بأنها ما زالت صغيرة، والمستقبل أمامها، فكانت تعدني.

ذات مرة مددت يدي عليها، فقالت لي إنها سوف تهرب، فصدمتني بكلامها، فتواصلت مع الشاب، وطلبت منه أن يبتعد عنها، وأصر أنه يريد أن يتقدم لها في العيد، فقلت له: (لو في نصيب ربي يقدم ما فيه الخير)، بشرط عدم التواصل.

المصيبة التي اكتشفتها أمس سند تحويل مبلغ مالي كبير، فهي تسرق المال والذهب من أسرتها وترسل له، وهذا يعني استمرارية التواصل بينهما.

أنا مصدومة ومقهورة، وأشعر بالعجز، ولا أعرف كيف أتصرف معها؟ فلو أبلغت أهلي لا أضمن تصرفهم معها، ولكن هذا الشخص دمر حياة أختي، فما رأيكم؟

أشيروا علي بنصحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amani حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك -أختي الفاضلة-، وزادك علما نافعا وعملا صالحا، وحسن الدعوة إليه والثبات على أمره وشرعه، والحرص على القيام بواجب النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام والغيرة على حدود الله ومحارمه.

وبخصوص سؤالك -وفقك الله- فإني أوصيك أولا باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء لإختك بالصلاح والتوبة والاستقامة، (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) كما أوصيك ثانيا بضرورة الستر على أختك، مراعاة لمرحلتها العمرية حيث ولها خصائص تميل بها إلى المراهقة والجموح (من ستر مسلما في الدنيا ستره الله يوم القيامة).

تحذير الأخت وتهديدها بشكواها إلى الأم، أو بإخافتها بفضح أمرها إلى الأب، حيث يحسن التعامل معها، كما يدفع الصائل عن المال أو العرض بالتعامل بمقتضى التدرج من الأخف إلى الأشد وهكذا.

كذلك ضرورة القرب منها، والدخول معها في حوار هادئ ومستند إلى الأدلة الشرعية والعقلية في تحريم وخطورة التواصل مع الشاب الأجنبي وآثاره السيئة على الفتاة وأهلها، ويمكن الاستعانة بالجهة المؤثرة عليها، كالوالدة إن كانت على قدر من قوة الشخصية والإقناع والحكمة، أو الأخت الكبرى، أو غيرها من أهل الحكمة والتأثير، حيث والأقوى من منهج المنع هو اعتماد منهج المناعة الإيمانية وتقوية الوازع الديني والأخلاقي، مع ضرورة توفير الاهتمام بها والاشباع العاطفي لها، منعا من طلبها في خارج البيت بالطرق غير المشروعة، كما قال الشاعر: "أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ** فصادف قلبا خاليا فتمكنا".

أيضا منع وسائل التواصل الاجتماعي عنها، أو أن يكون استعاملها لها في مكان مكشوف من البيت، أو مراقبتها ومنع وجود رمز سري لها, (فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام)، كما في الصحيح، وقال تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)، (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا).

نصح الشاب بالابتعاد عن أختك، وتحذيره وتهديده بفضح أمره إلى الوالد أو الإخوة، (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، رواه مسلم.

تجنبها صديقات السوء والبيئة السيئة المحيطة بها، وتوفير البديل الصالح والذي يسهم في تنمية الإيمان بالله وتقواه، والبعد عن معصيته ومواقع التهمة والشبهة والسوء، وذلك بربطها بالصديقات الصالحات، واللاتي يسهمن في صيانتها من الوقوع في الشبهات والشهوات المحرمة، وكذا بإشراكها في متابعة المحاضرات والخطب والمواعظ، والبرامج العلمية النافعة والمفيدة.

استغلال بركة الشهر الفضيل في الإقبال على ذكر الله، وقراءة القرآن والعبادة والهداية والتوبة.

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، والهدى والعفة والتوبة والرشاد، وسعادة الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات