معايير ومقاييس الزواج ابتعدت عن الهدي النبوي، فما العمل؟

0 212

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجتمع يعيش المتناقضات ظاهرة غريبة، رجل متدين يتزوج امرأة متبرجة، فروق في العلم وامرأة غبية وزوج ذكي، زوجة في قمة الاحترام وزوج لا يملك أي أسلوب في الحياة. في بلادنا الرجل هو أكثر الرجال الذي يضع الجمال وحسن المظهر من بين المواصفات زوجة المستقبل، عند البحث والتفتيش عن الفتاة الكل يطلبون أن تكون بنت عائلة محترمة وأخلاق ودين ظاهريا، وفي القرار الأخير تداس هذه الصفات السامية وتذوب عند المرأة الجميلة.

رغبة الناس بالجمال في المقام الأول، معايير ومقاييس الزواج ابتعدت عن الهدي النبوي، وإن كنت غير جميلة فلا أتزوج؟ فأنا غير مسؤولة على شكلي، ولوني.

ما العمل؟ ورمضان كريم للجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الواقع الذي أشرت إلى وجود بعض ملامحة في بعض المجتمعات هو ناتج عن تصرفات الأفراد وفق اجتهاداتهم، وربما شهواتهم وليس بالضرورة أن تكون موافقة للشرع.

فالأصل أن يكون معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، كما قال -صلى الله عليه وسلم- :( ذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) رواه الترمذي وحسنه الالباني.

وكذلك هو معيار اختيار الزوجة، قال -صلى الله عليه وسلم- :( تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه.

ومعنى الحديث: أن عادة الناس أن يرغبوا في المرأة ويختاروها لإحدى خصال وهي: الجمال، والمال، والحسب، والدين، وإن اللائق بالمسلم أن يكون الدين أهم صفة في شريكة حياته! فلذلك حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على اختيار ذات الدين بأبلغ عبارة، فأمر بالظفر بذات الدين، وإذا انضاف إلى الدين الجمال وغيره من الصفات المذكورة فحسن، وإلا كان الدين أولى وأجدر بالاختيار والمتابعة.

ومعنى (تربت يداك) أي لصقت يداك بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل! فما ذكرته من تصرفات بعض الناس على خلاف الشرع يحسب عليهم لا على الشرع، والواجب على الدعاة والمرشدين والمربين هو نصحهم وتوجيههم لموافقة الشرع وترك مخالفته.

وما ذكرت من أن الجملية هي التي تتزوج فقط، فهذا افتراض غير سليم؛ فان الجمال نسبي ويختلف من شخص إلى أخر، والواقع خير شاهد على ذلك، والله سبحانه وتعالى جعل الزواج قسمة ونصيبا مقدر للعبد، وعليه فقط الأخذ بالأسباب المباحة لتحقيق ما قدر له.

ولا يجوز للإنسان أن يقنط من رحمة ربه، ويفترض في مستقبله ما لا يحبه، بل عليه التفكير الإيحابي نحو نفسه ومستقبله، والابتعاد عن التفكير السلبي الذي يسبب له شبهات من جهة، وآثار نفسية من جهة أخرى.

وعلى من وجدت في نفسها نقصا في الصفات الجبلية التي خلقها الله عليها مثل الجمال ونحوه؛ أن تعوض تلك الصفات بالتدين والإقبال على الله والاستقامه على دينه؛ حتى تكون هذه الصفة سببا في إقبال الأزواج عليها تنفيذا لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك.

وهكذا ينبغي للرجل مهما كانت صفاته أن يحرص على الاستقامة والتدين والأخلاق الفاضلة حتى يقبل لدى ولي الفتاة إذا تقدم لها.

ومن شروط نجاح الزواج واستقرار الحياة الزوجية توفر الكفاءة بين الزوجين، والمقصود بها تقارب الصفات والأحوال والمراتب بينهما حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يحتقر أحد أحدا.

ومع هذا وذاك فلا بد من التغافر والتراحم بين الزوجين لتسعد حياتهم.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات