السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب متزوج عمري 35 سنة، وزني 75 كلغ، منذ سنة بدأت تحدث معي حالات خفقان عند النوم، كانت بسيطة وبفترات قصيرة، ولكن منذ 3 أشهر أصبحت الحالة أسبوعية، وتمتد لوقت أطول.
راجعت طبيب القلب، وأجريت تخطيطا للقلب، وتصوير دوبلر، وكانت النتائج جيدة، ثم راجعت طبيب الباطنية، وأجريت تحليلا شاملا للدم، وكانت النتيجة نقص فيتامين ب 12، وارتفاع هرمون tsh، فصرف لي الطبيب علاج تيروكسين 25، وفيتامين ب 12، وطلب إعادة التحليل بعد شهر، وكانت النتيجة طبيعية بالنسبة tsh، وفيتامين ب 12 مرتفع، فطلب الطبيب إيقاف العلاج، مع العلم أن الأعراض لم تختفي، بل زاد تشنج الظهر بشكل شبه دائم، في الجهة اليسرى، مع إحساس بحرارة داخلية في المعدة والمريء، وشعور بالغثيان وعدم التوزان، والإحساس بضغط في الأذن اليسرى والصدغ الأيسر.
عند مراجعة الطبيب تم صرف علاج بانترازول، بالإضافة لمضادات الحموضة، وما زلت أداوم على العلاج، فزالت الحرارة الداخلية، ولكن بقية الأعراض موجودة، إضافة لضيق التنفس، والتهاب الحلق.
كرهت النوم والطعام، وأشعر أنني بدأت أدخل في حالة اكتئاب، مع العلم أنني أدخن منذ فترة طويلة، وأقلعت عن التدخين منذ 3 أشهر، أعتذر عن الإطالة، وأتمنى منكم الإجابة.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نبارك لك شجاعتك وقرارك في الإقلاع عن التدخين، ونشد على يديك في عدم الرضوخ للأفكار، وللأصدقاء الذين يحاولون عودتك إلى التدخين مرة أخرى، خصوصا وأن خلايا جسمك تخلصت تماما وإلى الأبد من اعتمادها على مادة النيكوتين المسببة لإدمان التدخين، أو لحالة التعود عليها في عمل الخلايا، لأن السيجارة بالإضافة إلى الأضرار الكثيرة التي تؤدي إليها، فإنها تؤدي إلى التهاب المعدة والحموضة الزائدة.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى الخفقان أثناء النوم، وإلى ضيق التنفس، والتهاب الحلق والشرقة هو التهاب المعدة الناشىء عن الجرثومة الحلزونية H-Pylori، ويمكن تشخيص الجرثومة من خلال تحليل براز H-Pylori antigen، أو من خلال إجراء اختبار the urea breath test، وعند تشخيصه فإن له علاجا يسمى العلاج الثلاثي، وهو معروف لدى الأطباء، ويتم تناول الدواء لمدة 15 يوم، ثم إعادة التحليل مرة أخرى بعد شهر للاطمئنان على القضاء على الجرثومة.
وتناول حبوب بانترازول Pantoprazol وحدها لا يكفي لعلاج الجرثومة، بل يجب تناول العلاج الثلاثي، وبانترازول أو أحد الأدوية من العائلة الدوائية التي ينتمي إليها جزء من العلاج الثلاثي، مع التعود على تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وبعيدة عن التوابل والمقليات، والعشاء الخفيف ليلا قبل ميعاد النوم بفترة مناسبة بالزبادي، وفاكهة الموز الناضج وسلطة الفواكه.
والنسبة الطبيعية لهرمون TSH المحفز للغدة الدرقية ما بين 0.45 إلى 4.5، وقد تزيد نسبة TSH عن 5، وتظل هرمونات الغدة T3 & T4 طبيعية، وتسمى تلك الحالة Subclinical hypothyroidism، وهي حالة لا تظهر فيها أعراض كسل الغدة مثل الإمساك والخمول والكسل، والبروتوكول المتبع في مثل تلك الحالة هو من خلال فحص الأجسام المضادة thyriod peroxidase antibodies، وفي حالة ارتفاعها يجب إعادة الفحص كل ثلاثة أشهر، وفي حال ظهور أعراض، أو نقص هرمونات T3 & T4، يمكن البدء في تناول ثيروكسين، وبالتالي يمكن إعادة فحص وظائف الغدة في الثلاثة أشهر القادمة، مع ملاحظة الأعراض، والمتابعة مع استشاري الغدد.
ولا مانع من تناول كبسولة فيتامين د اليومية جرعة 1000 وحدة دولية، أو الجرعة الأسبوعية 50000 وحدة دولية، مع الإكثار من شرب اللبن الرايب والزبادي والحليب، للحصول على احتياجاتك من الكالسيوم الضروري، مع فيتامين د لتقوية العظام والمفاصل، مع ضرورة التعرض لأشعة الشمس المباشرة نصف ساعة على الأقل يوما بعد يوم، بملابس رياضية خفيفة للحصول على الاحتياج اليومي من فيتامين د، مما يقوي المناعة والصحة العامة -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.